قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ » (١) قال هو الإيمان قال وسألته عن قول الله عز وجل : « وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ » (٢) قال هو الإيمان.
______________________________________________________
والمعنى ليزدادوا معارف على المعرفة الحاصلة عندهم ، انتهى.
والحاصل أن تفسيره عليهالسلام السكينة بالإيمان إما لكون هذا اليقين هو كمال الإيمان ، أو إيمان آخر موهبي ينضم إلى الإيمان الاستدلالي ، وهذا مما يدل على أن اليقين يقبل الشدة والضعف كما سيأتي تحقيقه إن شاء الله.
وأما الآية الثانية فهي في سورة المجادلة حيث قال : « لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ » قال الطبرسي (ره) : كتب في قلوبهم الإيمان بما فعل بهم من الألطاف فصار كالمكتوب عن الحسن ، وقيل : كتب في قلوبهم علامة الإيمان ومعنى ذلك أنها سمة وعلامة لمن شاهدهم من الملائكة على أنهم مؤمنون كما أن قوله في الكفار : وطبع الله على قلوبهم ، علامة يعلم من شاهدها من الملائكة أنه مطبوع على قلبه ، عن أبي علي الفارسي.
« وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ » أي قواهم بنور الإيمان ، ويدل عليه : « وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ » عن الزجاج ، وقيل : معناه وقواهم بنور الحجج والبرهان حتى اهتدوا للحق وعملوا به ، وقيل : قواهم بالقرآن الذي هو حياة القلوب من الجهل عن الربيع ، وقيل : أيدهم بجبرئيل في كثير من المواطن ينصرهم ويدفع عنهم ، انتهى.
أقول : لعل المراد بالروح الإيمان الموهبي لأنه قال ذلك بعد قوله : « كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ » أو المراد به قوة الإيمان وكماله ، ويحتمل أن يراد به أنه سبب
__________________
(١) سورة الفتح : ٤.
(٢) سورة المجادلة : ٢٢.