والسيئات فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان لعنه الله.
٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول طوبى لمن أخلص لله
______________________________________________________
من الحق والهدى والرشد ورعاية العاقبة من الأعمال الصالحة « وما كان من سيئات » يعني ما نشأ من الباطل والضلالة والغي ورعاية العاجلة من الأعمال السيئة ، فكل من عمل عملا من الخير طاعة لله آتيا فيه بالحق على هدى من ربه ورشدة من أمره ، ولعاقبة أمره فهو حسنة تقبله الله بقبول حسن ، ومن عمل عملا من الخير أو الشر طاعة للشيطان آتيا فيه بالباطل على ضلالة من نفسه وغي من أمره ولعاجلة أمره فهو سيئة مردود إلى من عمل له ، ومن عمل عملا مركبا من أجزاء بعضها لله وبعضها للشيطان فما كان لله فهو لله وما كان للشيطان فهو للشيطان ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فإن أشرك بالله الشيطان في عمله أو في جزء عمله فهو مردود إليه لأن الله لا يقبل الشريك كما يأتي بيانه في باب الرياء إنشاء الله.
وربما يقال : إن كان الباعث الإلهي مساويا للباعث الشيطاني تقاوما وتساقطا وصار العمل لا له ولا عليه ، وإن كان أحدهما غالبا على الآخر بأن يكون أصلا وسببا مستقلا ويكون الآخر تبعا غير مستقل فالحكم للغالب إلا أن ذلك مما يشتبه على الإنسان في غالب الأمر فربما يظن أن الباعث الأقوى قصد التقرب ويكون الأغلب على سره الحظ النفساني فلا يحصل الأمن إلا بالإخلاص ، وقلما يستيقن بالإخلاص من النفس ، فينبغي أن يكون العبد دائما مترددا بين الرد والقبول ، خائفا من الشوائب ، والله الموفق للخير والسداد.
الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.
« طوبى » أي الجنة أو طيبها أو شجرة فيها كما سيأتي في الخبر ، أو العيش الطيب أو الخير « لمن أخلص لله العبادة والدعاء » أي لم يعبد ولم يدع غيره تعالى