بمعنَى مَفْعولٍ و ( الاتّخاذُ ) افْتعالٌ من ( الأخْذِ ) يقالُ ( ائْتَخَذُوا ) فى الحَرْب إذا أَخَذَ بَعْضُهُمْ بعضاً ثم ليَّنُوا الهمزةَ وأدغَمُوا فقالوا ( اتَّخَذُوا ) ويُسْتَعْمَلُ بمَعْنَى جَعَلَ ولمَّا كثُر اسْتِعْمالُه تَوَهَّمُوا أَصَالَةَ التَّاءِ فَبَنَوْا منه وَقَالُوا ( تَخِذتُ ) زيداً صَدِيقاً مِن بابِ تَعِب إذا جَعَلْتهُ كذلِكَ والمصدرُ ( تَخْذاً ) بفتْحِ الخاءِ وسُكُونِها ( وتَخِذْتُ ) مالاً كَسَبْتُه.
[أ خ ر] آخِرَةُ : الرحْلِ والسرْجِ بالمدّ الْخَشَبةُ التى يَسْتَنِدُ إليها الراكبُ والجمعُ ( الأواخِرُ ) وهذه أفصحُ اللّغاتِ ويقالُ ( مُؤْخِرةٌ ) بضم الميم وسُكون الهمزة ومنهم من يُثَقِّل الخاءَ ومنهم من يَعُدّ هذه لَحْناً و ( مُؤْخِرُ ) العينِ ساكنُ الهمْزَة ما يلى الصُّدغَ ومُقْدِمُها بالسُّكُونِ طرَفُها الذى يَلِى الأنفَ قال الأَزْهَرِىّ ( مُؤْخِر ) العينِ ومُقْدِمُهَا بالتخفيف لا غيرُ وقال أبو عُبيدةَ ( مُؤْخِرُ ) العينِ الأجودُ فيه التَّخْفِيفُ فَأَفْهَمَ جوازَ التَّثْقِيلِ على قِلَّة و ( مُؤخَّر ) كُلِّ شيءٍ بالتثقيل والفتح خِلافُ مُقَدّمِه وضربت ( مُؤَخَّر ) رأسه و ( أخَّرتُه ) ضِدُّ قدَّمْتُه ( فتأَخَّر ) و ( الأَخِر ) وزان فَرِح بمعنَى المطرودِ المبْعَدِ يقال أَبْعَدَ اللهُ تعالى ( الأخرُ ) أى من غَابَ عنا وبَعُد حُكْماً وفى حديث مَاعِزٍ( إنَّ الأخِرَ زَنَى ). يعنى نَفْسَه كأنَّهُ مَطُرودٌ ومدُّ همزتِه خَطَأُ و ( الأخيرُ مِثالُ كريمٍ و ( الآخِرُ ) على فاعلِ خلاف الأوّلِ ولهذا يَنْصَرِفُ ويُطَابِقُ فى الافراد والتَّثْنِية والتذكيرِ والتأْنيثِ فتقول أنْتَ ( آخِرٌ ) خروجاً ودخولاً وأنتما ( آخِرانِ ) دُخولاً وخُروجاً ونَصْبُهما على التَّمْيِيزِ والتفسيرِ والأُنثى ( آخِرَةٌ ) و ( الآخَرُ ) بالفتح بمعنَى الواحدِ ووزنُه أَفْعَلُ قال الصَّغَانِىُّ ( الآخَرُ ) أحدُ الشيئين يُقالُ جاء القومُ فواحدٌ يفعلُ كذا و ( آخرُ ) كذا و ( آخرُ ) كذا أى وواحدٌ قال الشاعر :
إلى بطَلٍ قد عَقَّر السيفُ خَدَّه |
|
وآخَر يَهْوى من طَمَارِ قَتيلِ |
والأنثى ( أُخْرَى ) بمعنَى الواحِدَةِ أيضاً قال تعالى ( فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ ) قال الأخفشُ إحداهُما تُقَاتِلُ و ( الأُخْرَى ) كافرةٌ ويُجْمعُ ( الآخَرُ ) لغيرِ العاقلِ على ( الأَوَاخِرِ ) مثلُ اليومِ الأفضل والأفاضل وإذَا وَقَعَ صفةً لغيرِ العاقلِ أو حالاً أو خيراً له جَازَ أن يُجْمَعَ جمع المذكَّرِ وأن يُجمعَ جَمْعَ المؤنثِ وأن يعامَلَ مُعَامَلَةَ المُفْردِ المُؤنَّث فيقال هذه الأيامُ الأفاضلُ باعتبار الواحد المذكَّرِ والفُضْلَياتُ والفُضّل إجراءً له مُجرَى جمع المؤنَّثِ لأنَّه غيرُ عاقل والفُضْلى إِجراءً له مُجرى الواحدةِ وَجَمْعُ ( الأخْرَى ) ( أُخْرَياتٌ ) و ( أُخَرُ ) مثل كُبْرى وكُبرياتِ وكُبَرٍ ومنه جَاءَ فى ( أُخْرَيَاتِ ) الناسِ وقولُهم فى العَشْرِ ( الآخِر ) على فَاعِل أو ( الأخِير ) أو الأوْسَطِ أو الأَوَّلِ بالتَّشْدِيدِ عامِّىٌّ لأن المراد بالعشرِ اللَّيالِى وهى جمعُ مؤنَّثٍ فلا تُوصَفُ بمفرد بل بِمِثْلِها ويُراد ( بالآخِرِ ) و ( الآخرة ) نقيضُ المُتقدّمِ والمُتَقَدِّمَةِ ويُجْمعُ ( الآخِرُ ) و ( الآخَر ) على ( الأَوَاخِر ) وأما ( الأُخُرُ ) بضمَّتَيْنِ فبمعنَى المُؤخَّر و ( الأَخَرةُ ) وزَانُ قصبة بمعنى ( الأخِير ) يقال جاء ( بِأَخَرَةٍ ) أى أخيراً و ( الأَخِرةُ ) على فَعِلَةٍ بكسر العَينِ النَّسيئةُ يُقَالُ بعتُهُ ( بأَخِرَةٍ ونَظِرَةٍ ).
[أ خ و] الأخُ : لامُه محْذُوفةٌ وهى واوٌ وتُرَدُّ فى التَّثْنِيَةِ على الأشْهر فيقال ( أخَوَانِ ) وفى لغْة يُسْتَعْمَلُ مَنْقُوصاً فيُقَال ( أَخَانِ ) وجَمْعُهُ ( إخْوةٌ ) و ( إخْوانٌ ) بكسرِ الهمزة فِيهما وضَمُّها لغةٌ وقلَّ جَمْعُه بالواو والنونِ وعلى ( آخاء ) وِزانُ آباءٍ أَقَلُّ والأُنْثَى ( أُخْتٌ ) وجَمْعُها ( أخَواتٌ ) وهو جمعُ مُؤَنّثٍ سَالِمٌ وتقولُ هو ( أخُو تميم ) أىْ وَاحدٌ منهم ولقِى ( أخَا الموت ) أى مِثلَه وتركْته ( بأخى الْخير ) أىْ بشرٍّ وهو ( أخُو الصِّدْقِ ) أى مُلازمٌ له و ( أَخْو الغِنَى ) أى ذُو الغِنى وفى كلامِ الفُقَهاءِ ( حُمَّى الأخَوَينِ ) وهى التى تَأْخُذُ يوميْنِ وتتركُ يوْميْنِ وسأَلْتُ عنها جَماعةً من الأطِبَّاءِ فلم يَعْرِفُوا هذا الاسمَ وهى مُركَّبةٌ من حُمَّيَيْنِ فتأْخُذْ واحدةٌ مَثلاً يَوم السَّبْتِ وتُقْلِعُ ثلاثةَ أيامٍ وَتأْتِى يوم الأَرْبَعاءِ وتأْخُذُ واحدةٌ يومَ الأحَد ويُقْلِعُ ثلاثةَ أيامٍ وتَأتى يوْم الخميسِ وهكذا فيكونُ التركُ يومَيْنِ والأخذُ يومَيْن والله تعالَى أعلمُ و ( الآخِيَّة ) بالمدِّ والتشديدِ عُرْوةٌ تُرْبطُ إِلى وَتِدٍ مدْقُوقٍ وتُشَدُّ فيها الدّابةُ وأَصْلُها فَاعُولةٌ والْجَمعُ ( الأواخِى ) بالتشديد للتشديد وبالتخفيف للتخفيف وجمعُها ( أواخٍ ) مثلُ ناصيةٍ ونواص وهكذا كلُّ جمعٍ واحدُهُ مُثَقَّلٌ و ( أخَّيتُ ) لِلدَّابَّةِ ( تَأْخِيَةً ) صنَعْتُ لها ( آخية ) وربطتُها بها و ( تأخَّيتُ ) الشيءَ بمعنى قصدتُه وتحرّيتُه و ( آخَيْتُ ) بين الشيَئْينِ بهمزةٍ مَمْدُودةٍ وقد تُقْلَب واواً على البَدَلِ فيقالُ ( وَاخَيتُ ) كما قيل فى آسيت واسيت حكاه ابنُ السّكِّيت وتقدّم فى أَخَذَ أنها لغةُ الْيَمَنِ.
[أ د ب] أَدَبْتُه : ( أَدْباً ) من باب ضرب عَلَّمتُه رِياضَةَ النفسِ ومَحَاسِنَ الأَخْلَاقِ قال أبو زيدٍ الأنصارىُّ ( الأَدَبُ ) يقعُ على كلِّ رياضةٍ محمودةٍ يَتَخَرَّجُ بها الإنسانُ فى فضيلةٍ من الفَضَائِلِ وقال الأزهرىُّ نحوَه ( فَالْأَدَبُ ) اسمٌ لذلك والجمعُ ( آدابٌ ) مثلُ سببٍ وأسبابٍ و ( أَدَّبْتُه ) ( تَأْدِيباً ) مبالغةٌ وتكثيرٌ ومنه قيل ( أَدَّبْتُهُ ) ( تَأْدِيباً ) مبالغةٌ وتكثيرٌ ومنه قيل ( أدَّبْتُهُ ) ( تَأْدِيباً ) إذا عاقَبْتَهُ عَلَى إساءتِه لأنه سَبَبٌ يَدْعُو إلى حقيقةِ الأَدَبِ و ( أَدَبَ ) ( أَدْباً ) من باب ضَرَب أيضاً صَنَع صَنِيعاً ودَعَا الناسَ إليه فهو ( آدِبٌ ) على فاعِلٍ قال الشاعر وهو طَرَفَةُ :
نحن فى المشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلَى |
|
لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِر |
أىْ لا تَرَى الداعىَ يدعو بعضاً دُونَ بعض بل يُعَمِّمُ بدَعْواه فى