قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) (١) فهناك عبادة وهي الغاية ، وهناك المعرفة وهي شرط لتحققها ، وهناك المعرِّف الذي هو العلّة لتحققهما ، وهناك الرحمة الإلهيّة التي هي لازم مجموع العبادة والمعرفة والمعرِّف.
ويتّضح ممّا ذكر أمر آخر وهو أنّ العبادة هي الصراط المستقيم ، وبما أنّ المعرِّف هو الذي يدلّنا على العبادة ، وهي نفسها الصراط ، فالمعرِّف إذن هو باب الله الأوحد ، فلا يمكن الوصول إلى الله بغير طريقة ، قال تعالى : ( إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) (٢) وقال تعالى : ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٣) وهل من الممكن أن يعتصم أحد بالله بغير طريق رسوله ، ويصل إلى الصراط المستقيم ؟!
_____________________
(١) سورة الأنبياء : ٢٥.
(٢) سورة آل عمران : ٥١.
(٣) سورة آل عمران : ١٠١.