صلاتنا الخمس في فاتحة الكتاب : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) (١) ، فمادام الاجتماع على العبادة لا يتمّ إلاّ بوجود المعرِّف ، حيث يجتمعون بسببه على الحق ، وعلى دين الله سبحانه ، كان بوجود المعرِّف رحمة الله تعالى. فالرحمة تدور مدار الاجتماع على دين الله تعالى ، والاجتماع يدور مدار وجود المعرِّف وعدمه ، فالرحمة تدور مدار وجود المعرِّف وعدمه ، فحجج الله تعالى رحمة الله في خلقه ، وهم محلّ الرحمة الإلهيّة ، قال تعالى : ( وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) (٢) الآية الكريمة قسّمت الناس إلى قسمين : المرحومين والظالمين.
المرحومون هم من اجتمعوا على دين الله بهداية المعرِّف وما عداهم فهم الظالمون.
إذن فهدف بعث الرسل هو تصحيح المسار وتوضيح معالم المحجّة ، تلك كانت مهمّتهم ، والعلّة الغائيّة لإرسالهم ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) (٣) وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن
_____________________
(١) سورة الفاتحة : ٥.
(٢) سورة الشورى : ٨.
(٣) سورة النحل : ٣٦.