العظيمة ، بل وترسل إرسال المسلّمات واليقينيّات ، وتهمل الرواية الصحيحة سنداً ومتناً ، والتي رواها أكثر من ثلاثين صحابيّاً ، بل ويشهّر بمن يرويها وينقلها كأنّه أحدث بدعة كبيرة لا تغتفر ؟ وما عشت أراك الدهر عجباً.
ولنرجع إلى تعيين الأئمّة ، فلقد صرّح أصحاب المباهلة والكساء عليهمالسلام بعددهم تارة ، وهو إثنا عشر ، وبأسمائهم تارة ، وبأسمائهم وأسماء أمّهاتهم وألقابهم تارة أخرى ، فوجب التسليم لهم فيما قالوه ، وفيما أمروا به ونهوا عنه ، هذا مع أنّهم قد ذكروا ضمناً في آية التطهير ، فالمقصود من أهل البيت : أهل بيت النبوّة ، وهم المعصومون الأربعة عشر.
فقال صاحبي : ولكن ما ذكرته لا يساعد عليه مورد السياق ; إذ الآيات السابقة واللاحقة لآية التطهير تتحدّث عن نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلماذا لا يمكن أن يكون هن التطهير من هذه الآية الكريمة ؟ وهذا هو السؤال الثاني.
فقلت : كان متوقعاً ما ذكرت ; لأنّه لا يمكن أن يغفل طالب الحق مثل هذا الاحتمال ، خاصّة مع ظهوره في مورد السياق كما ذكرت ، لكن هذا الظهور يضمحل بأدنى تأمّل لمن كان تالياً للقرآن الكريم ، ومطالعاً لصدر التاريخ الإسلامي ، وملمّاً ولو ببدايات علم النحو فنقول :
أوّلا
: المطالع لسورة التحريم من أوّلها إلى الآية
الخامسة منها مع