لو جهل الإنسان أنّ الإفطار المتعمّد لليوم الواحد يوجب قضاء ذلك اليوم ، وكفّارته ستّون يوماً من الصيام أو إطعام ستّين مسكيناً أو كسوتهم ، أو جهل أنّ الإفطار المتعمّد على الحرام كفّارته الجمع بين صيام ستّين يوماً وإطعام ستّين مسكيناً وكسوتهم ، بالإضافة إلى قضاء ذلك اليوم ، هذا كلّه لليوم الواحد ، فإذا أمضى فترة من عمره على هذه الحال وقع في مأزق كبير قد يموت دون أن يوفّق لقضاء ما عليه من الصيام ، وهذه المشكلة قد تجري وتحدث له في جميع الفرائض لجهله بالأحكام ، وإذا به يجد نفسه في مأزق ولا ينتبه إلاّ بعد فترة طويلة من الجهالة والتخبّط ، مثلاً ينتبه بعد بلوغه الأربعين أو الخمسين أو أكثر بأنّه كان يغتسل خطئاً ، أو يتوضّأ خطئاً ، أو يصلّي خطئاً ، أو حجّه كان باطلاً ، أو جميع أعماله كانت باطلة وعليه إعادتها جميعاً ، أو أنّ كسبه كان حراماً ، وفي ذمّته أموال العشرات بل مئات من الناس ، وقد لا يعرف بعضهم ، أو لا اتّصال بينه وبينهم ، ولا يعرف لهم أثراً ، وما شابه ذلك من حقوق الله تبارك وتعالى ، أو حقوق الناس ممّا يصعب بل قد يستحيل أداؤها.
ثانياً
: إيقاع الآخرين في المآزق الصعبة
والمشكلات المعقّدة ،