العبد من العذاب ويفوز بالجنة ، وأمّا المستحبّ والمكروه فإنّ الإتيان بالمستحبّات ، وترك المكروهات ، ليس تكليفاً بالمعنى الخاصّ الذي مخالفته توجب استحقاق العقاب ؛ لأنّهما من كمال الدين وتكامل المسلم واستحقاقه درجات أرفع وأسمى ، نعم هي تكاليف بالمعنى الأعمّ لكن المعنى الأعمّ غير مراد لدى الإمام هنا ، فيكون الحلال حينئذٍ بمعنى الأعمّ من المباح والواجب ليشمل العبادات والمعاملات ، ويكون معنى الحديث : حديث في حلال وحرام ، أي معرفة المباح والحرام من المعاملات ، ومعرفة الواجب من العبادات والمعاملات خيرٌ من الدنيا وما فيها ... الخ.
والحاصل : أنّه إذا كان الحديث الواحد في حلالٍ واحد وحرام واحد يستحقّ كلّ هذا الأجر والثواب ليكون أفضل من الدنيا وما فيها من ذهب وفضّة فما حال من وقّف حياته معتكفاً على معرفة الحلال والحرام ؟! هذا حال من تعلّم فقط ولم يعمل بعد ، فكيف حال من تعلّم وعمل بعلمه أيضاً ؟!
وأمّا الأضرار المترتّبة على الجهل بالتكاليف الشرعية والأحكام الإلٰهيّة فهي كثيرة نذكرها باختصار :
أوّلاً
: الوقوع في مآزق شرعية يصعب التخلّص
منها ، مثلاً