الاُمور فيتوهّم ما ليس من الدين ديناً ، فيدخله في الدين ويحسبه منه ، وقد يتوهّم عكس ذلك ، بأنّ ما هو من الدين ليس ديناً ، فينفيه عن الدين ويخرجه منه ، ولهذا قال المعصوم عليهالسلام : « أخوك دينك ، فاحتط لدينك بما شئت » (١).
تنبيه :
قد يحدث خلطٌ لدى البعض بين الاحتياط والوسوسة أو الوسواس ، فيُخيّل إليهم أنّ الاحتياط هو الوسوسة ، وبالعكس أنّ الوسواس هو الاحتياط ، أو قد يتوهّم أنّ الوسوسة من الاحتياط ، أو العكس أنّ الاحتياط من الوسوسة ، ولكلّ هؤلاء أقول بأنّ الأمر ليس من هذا القبيل ، وهذا توهّم باطل لا يقوم على أساس ولا ميزان ، بل لا أساس له من الصحّة ؛ إذ بين الاحتياط والوسوسة اختلاف عظيم وبينهما بون بعيد ، وإن كانا في ظاهرهما متشابهين حتّى قد يلتبس أحدهما بالآخر ، إلاّ أنّهما في الحقيقة على خلاف ذلك في المقدّمات والحكم والنتيجة.
__________________
(١) بحار الأنوار ٢ : ٢٥٨. وسائل الشيعة ٢٧ : ١٦٧.