إذ الاحتياط أوّلاً : مبنيٌّ على اُسس واضحة راسخة كما ذكرنا في الصفحات الماضية ، بخلاف الوسواس ، فإنّه لا قواعد له ثابتة راسخة ، وإنّما هو مرض نفساني ونابع من عُقَدٍ نفسانية.
ثانياً : الاحتياط من حيث الحكم ممدوح مطلوب مرغوب بسيرة العقلاء وحكم العقل ، ولهذا أرشد إليه الشارع المقدّس وأكّد عليه ، بخلاف الوسواس ، فإنّه مذموم لدى الشارع المقدّس منهيٌّ عنه أشدّ النهي حتّى شبّه الوسواسيّ بالشيطان وحكم عليه بعبد الشيطان ؛ لكونه مذموماً قبيحاً بحكم العقل وسيرة العقلاء.
ثالثاً
: والاحتياط من جهة النتيجة والثمرة العمليّة في حياة الإنسان تكون نتائجه حسنة في جميع المجالات لا يستثنى منها شيء ، والوجدان سيّد الأدلّة ، والحياة مليئة بهذه الأمثلة والعِبر المستفادة من الاحتياط أو مخالفة الاحتياط ، وهكذا العكس في الوسواس ، فالوجدان يدلّنا على كثرة ما نشأت عنه من الأخطاء وما أدّت إليه من المخاطر والسلبيات الفرديّة والاجتماعيّة ، وقد رأينا في زماننا هذا أيضاً رأي العين جملة من البلايا التي خلّفتها