كتبهم من مسائل الفروع فلا فرع من ذلك إلاّ وله مدخل في اُصولنا ومخرج على مذاهبنا لا على وجه القياس ، بل على طريقة يوجب علماً يجب العمل عليها ، ويسوغ الوصول إليها من البناء على الأصل » إلى أن قال قدسسره :
« وكنت على قديم الوقت وحديثه متشوّق النفس إلى عمل كتاب يشتمل على ذلك تتوق نفسي إليه فيقطعني عن ذلك القواطع ، وتشغلني الشواغل ... الخ ».
فإنّهم استشهدوا بهذه المقدّمة التي
أوردها الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه الشريف على أنّ الاجتهاد والاستنباط في الفقه منذ عهد المعصومين عليهمالسلام
إلى ذلك الزمن لم يكن على النحو المألوف في عصرنا هذا ، بل كان عبارة عن مجموعة مسائل منصوصة نُقلت كما هي في قول المعصوم عليهالسلام
من غير إضافة شيء إلى أقوالهم عليهمالسلام
إلاّ ما ذكره بعضهم على نحو البيان والتوضيح ، ولم تكن هناك اُصول وقواعد اُصولية يتمّ إرجاع الفروع إليها واستنباط الفروع منها ، فكان المسلك المتّبع لديهم أخبارياً محضاً ، وهو التوقّف عند ما نصّ عليه المعصوم عليهالسلام
وعدم تجاوزها ، حتّى ظهر شيخ الطائفة قدسسره
فسلك مسلك الاجتهاد السليم والاستنباط المألوف