إلى يومنا هذا.
أقول : لا يمكن الالتزام بهذه الدعوى والا التمسّك بها ، بل كلّ ما قيل في هذا المجال واضح البطلان ومردود على أصحابه ، ولا نشكّ ـ كما ذكرنا آنفاً ـ في هذا المختصر الوجيز أنّ عملية الاجتهاد والتقليد على النحو المألوف في عصرنا هذا كانت متداولة مألوفة أيضاً في زمن المعصومين عليهمالسلام وقبل الشيخ رحمهالله ، غاية الأمر أنّه ربّما كانت أكثر شفّافية ، وأقلَّ تكلُّفاً ، وأشدّ بدائية ، وأقلّ ابتلاءً ؛ وذلك لوجود المعصوم عليهالسلام الذي تكفّل ببيان الأحكام الواقعيّة ، لكنّ هذه العوامل لم تكن مانعة من الاجتهاد والتقليد بعد وجود المقتضي لهما والداعي إليهما ، ودليلنا في ذلك اُمور :
أوّلاً : وجود الأحكام الشرعية والتكاليف الإلٰهيّة في كلّ زمان ومكان.
ثانياً : وجود المكلَّفين في كلّ زمان ومكان.
ثالثاً : وجود الجاهلين بالأحكام الشرعية في كلّ زمان ومكان.
رابعاً : وجود العلماء بالأحكام في كلّ زمان ومكان.