وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (١) ، ومَنّ عليهم كذلك بأوصياء وخلفاء وأئمّةٍ اثني عشر راشدين هادين مهديّين يحملون أعباء الرّسالة من بعده ، ويقومون بإتمام الدّين ، وإكمال شريعة سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله حتّى تقوم السّاعة ، لكنّهم لاقوا من جهلة هذه الاُمّة والمتلبّسين بعباءة الدين ظلماً فادحاً ، وتجاهلاً واضحاً ، وجرت عليهم أعظم المصائب وأنواع البلايا ، ولم يؤذَ أحد في الله تعالى بمثل ما اُوذوا ، وإلّا صاحب الرّسالة ونبيُّ الرحمة صلىاللهعليهوآله ، حيث صرّح بذلك قائلاً : « ما اُوذي نبيٌّ بمثل ما اُوذيتُ » (٢) ، فمضت عليهم الأحوال على هذه الطريقة وهذا المنوال ، حتّى قضى الواحد منهم تحبه تلو الآخر : « فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ ، وسُبِيَ من سُبِيَ ، وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ ، وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرجىٰ لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ » (٣) ، وأسفر عن ذلك كلّه حرمان المؤمنين من الارتباط بإمامهم الحاضر ، والاهتداء بهديه ، وتلقّي ما يعنيهم من أحكام دينهم ودنياهم من النّبع الصّافي ، والمصدر الأصيل ، والثّقل الأصغر الّذي يعدل الثّقل
__________________
(١) الجمعة : ٢.
(٢) بحار الأنوار ٣٩ : ٥٦. كشف الغمّة ٣ : ٣٤٦.
(٣) المزار ـ محمّد بن المشهدي : ٥٧٨. إقبال الأعمال ١ : ٥٠٨. بحار الأنوار ٩٩ : ١٠٦.