بلوغه ، وهكذا بلوغ عياله ، ويشوّقهم إلى بلوغ سنّ التكليف ويكرمهم بعد البلوغ أشدّ إكراماً ممّا كان يصنع بهم قبله ، ويعاملهم من منطلق قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) (١) ، ويحتفل بعيد بلوغه الشرعي ، كما يحتفل أيضاً ببلوغ أولاده سنّ التكليف ؛ لأنّه اليوم الذي استحقّ فيه التكريم من السماء بتوجيه الخطاب إليه وحمل الأمانة الإلٰهيّة من الواجبات والمحرّمات على عاتقه ، ليكون أفضل من الملائكة الذين قال تعالى عنهم : ( عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) (٢).
والدين الإسلامي الحنيف لأنّه دين الحياة الدنيا والحياة العقبى ، ولأنّه دستور حياة ونظام للفرد والمجتمع ، كفيل بسعادة البشرية ، الدنيوية منها والاُخروية ، يُعالج مشكلاته الجسمانيّة مثلما يعالج مشكلاته الروحانية والنفسانية ، ويعتني بجانبه المادّي كما يعتني تماماً بجانبه المعنوي ، لمّا كان الإسلام هكذا ، كان حاكماً وقاضياً في كلّ شؤون حياة الإنسان ، وكانت له تكاليف في كافّة ما يصدر من الإنسان من أفعال الجوارح وحتّى أفعال القلب
__________________
(١) سورة الاسرار : ٧٠.
(٢) سورة الأنبياء : ٢٦ و ٢٧.