وإلى غير ذلك من أمثال هذه القدرات مما يظن أنها من خوارق العادات.
بل إن الله تعالى قد أودع أمثال هذه القدرات في بعض الحيوانات.
هل رأيت النسور كيف تحلق في السماء فترى فريستها على أبعاد شاهقة قد تبلغ مئات الأقدام؟ (١).
أم هل رأيت النعام كيف يبتلع الجمر ولا يبالي؟ (٢).
أم هل سمعت أو رأيت السمندل كيف يدخل النار فلا تحرقه؟ (٣).
أليس كل ذلك وكثير من أمثاله مما يعد في بادىء الرأي أنّه خرق للنواميس ، مع أنّه واقع محسوس ، ومعاين مشهود؟
٢ ـ وهذا الخارق للعادة يجب أن يكون من جهة الله تعالى ، ( وما كان لرسول أن يأتي بآية (٤) إلا بإذن الله ) (٥).
فقد يؤتى بأمر خارق للعادة ولكنّه ليس من قبل الله تعالى.
كخوارق العادات التي يأتي بها المرتاضون على أثر تقوية النفس بالرياضة والزهد في الدنيا ، والكف عن الملاذ من االمآكل والمشارب والمناكح والملابس.
__________________
(١) في سبيل موسوعة علمية : ص ١٧٨.
(٢) حياة الحيوان الكبرى : ج٢ ص ٣٦٣.
(٣) المعجم الزولوجي الحديث : ج٣ ص ٤٣٩ ، وحياة الحيوان الكبرى : ج١ ص ٥٧٣.
(٤) بآية : أي بمعجزة.
(٥) سورة غافر : الآية ٧٨.