السلام) ، فعرض عليه ولاية العهد ، فقبلها الإمام مرغماً بعد تهديد المأمون له (١). عندها أمر المأمون القواد والحجّاب والقضاة وسائر الطبقات بمبايعة الإمام (عليه السلام) بولاية العهد ، ولكن بعض قادة المأمون نقموا البيعة ولم يرضوا بها ، فاعتقلهم المأمون. ثم أمر بإدخالهم عليه منفردين.
وكان الجلودي أحدهم ، فلما اُدخل على المأمون ووقع نظر الإمام عليه قال (عليه السلام) للمأمون : هب لي هذا الشيخ (٢)!!
فقال المأمون : يا سيدي! هذا الذي فعل ببنات محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما فعل من سلبهن!!
فنظر الجلودي إلى الاإمام (عليه السلام) وهو يكلم المأمون ويسأله أن يعفو عنه ويهبه له ، فظن أن الإمام يعين عليه لما كان قد فعله من افتحامه دار الإمام وإرعابه أهل بيته.
فقال الجلودي : يا أمير المؤمنين! أسألك بالله وبخدمتي للرشيد أن لا تقبل قول هذا في!!
فقال المأمون : يا أبا الحسن! قد استعفى ، ونحن نبر قسمه.
ثم قال : لا والله لا أقبل فيك قوله. الحقوهُ بصاحبيه (٣).
__________________
(١) راجع تفصيل مسألة ولاية العهد في كل مما يلي :
أصول الكافي : ج١ ص٤٨٨ ، الحديث السابع.
عيون أخبار الرضا : ج٢ ص ١٣٨.
الإرشاد : ج٢ ص٢٥٩.
(٢) أراد الإمام ـ مع كل ما أدخَلَهُ الجلوديّ من رعب على العقائل ـ أراد أن يكافئه على استجابته له وعدم سلبه لهن بنفسه.
(٣) أي علي بن أبي عمران وأبو يونس ، اللذان ضربت عنقاهما قبل الجلودي.