وقوله تعالى : ( قل لله الشفاعة جميعاً ) (١).
والمجموعة الثالثة : آيات تثبت الشفاعة لغير الله تعالى ، ولكنها منوطة بإذنه ، كقوله تعالى : ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) (٢).
وقوله سبحانه : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) (٣).
وهذه الآية الأخيرة تشتمل على رفض وقبول.
فجملة المستثنى منه ترفض شفاعة كل أحد.
ولكن جملة المستثنى تقبل الشفاعة المقترنة بإذن من الله تعالى.
فالشفاعة أمر لا ينكر في القرآن المجيد ، إذ فيه آيات متعددة تدل أو تصرح بها.
ولا توجد أي شائبة شرك في الشفاعة ، فلسنا كأهل الجاهلية ( الذين اتخذوا من دونه أولياء ، ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) (٤) ، فهم قد عبدوا أصنامهم بزعمهم أنّها تقربهم إلى الله تعالى ، ونحن لا نعبد الشفيع ، وإنّما نجعل الشفيع المأذون من قبل الله تعالى ، نجعله وسيلة لنا عند الله وإلى الله تعالى ، لمكانته ووجاهته عنده ، وفرق بين جعل الولي والشفيع معبوداً ـ كما عليه أهل الجاهلية ـ ، وبين جعله وسيلة إلى الله وحده لا شريك له.
فالشفاعة لا تكون إلا بإرادة منه تعالى ، ومنوطة بإذنه ، وليس
__________________
(١) سورة الزمر : الآية (٤٤).
(٢) سورة سبا : الآية (٢٣).
(٣) سورة البقرة : الآية (٢٥٥).
(٤) سورة الزمر : الآية (٣).