وهم الذين قال الله عز وجل : « فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ ـ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ » وهم الذين قال الله فيهم : « فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ـ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ».
أقول : وهو من الجري.
وفي الكافي ، بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام : قال الله عز وجل في كتابه : « وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ ـ إلى قوله ـ بِكافِرِينَ » فإنه وكل بالفضل من أهل بيته والإخوان والذرية ، وهو قول الله تبارك وتعالى : « فَإِنْ يَكْفُرْ بِها » أمتك فقد وكلنا أهل بيتك ـ بالإيمان الذي أرسلناك به فلا يكفرون به أبدا ، ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك ـ من بعدك علماء أمتك وولاة أمري بعدك ، وأهل استنباط العلم الذي ليس فيه كذب ـ ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء.
أقول : ورواه العياشي مرسلا وكذا الذي قبله والحديث كسابقه من الجري.
وفي المحاسن ، بإسناده علي بن عيينة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال : أبو عبد الله عليهالسلام : ولقد دخلت على أبي العباس وقد أخذ القوم مجلسهم ـ فمد يده إلي والسفرة بين يديه موضوعة ـ فذهبت لأخطو إليه فوقعت رجلي على طرف السفرة ـ فدخلني بذلك ما شاء الله أن يدخلني إن الله يقول : « فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ ـ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ » قوما والله يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ـ ويذكرون الله كثيرا.
أقول : محصله استحياؤه عليهالسلام من الله سبحانه بوقوع قدمه على طرف السفرة اضطرارا كأن في وطء السفرة كفرانا لنعمة الله ففيه تعميم للكفر في قوله : « لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ » لكفر النعمة.
وفي النهج ، : اقتدوا بهدى نبيكم فإنه أفضل الهدى.
أقول : واستفادته من الآيات ظاهرة.
وفي تفسير القمي ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : وأحسن الهدى هدى الأنبياء.