يوم الفتح حتى شفع له عثمان فعفا عنه ، هذا.
لكن يبقى على ظاهر الروايات أن قوله تعالى : « وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ » غير ظاهر الانطباق على قول ابن أبي سرح على ما يحكيه : « فأنا أنزل مثل ما أنزل الله ».
على أن كون قوله تعالى : « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ » نازلا بالمدينة لا يلائم هذا الاتصال الظاهر بينه وبين ما يتلوه إلى آخر الآية الثانية فلو كان نازلا بالمدينة كان الأقرب أن تكون الآيتان جميعا مدنيتين.
وهناك رواية أخرى تعرب عن سبب للنزول آخر وهو
ما رواه عبد بن حميد عن عكرمة قال : لما نزلت : ( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً ) ، قال النضر وهو من بني عبد الدار : والطاحنات طحنا فالعاجنات عجنا وقولا كثيرا ـ فأنزل الله : « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً ـ أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ » الآية.
وفي تفسير العياشي ، عن سلام عن أبي جعفر عليهالسلام : في قوله : « الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ » قال : العطش يوم القيامة.
أقول : ورواه أيضا عن الفضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام وفيه : قال : العطش.
وفي الكافي ، بإسناده عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم ـ بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة ـ فقبض بيمينه قبضة ـ بلغت من السماء السابعة إلى السماء الدنيا ، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة أخرى ـ من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى ـ فأمر الله عز وجل كلمته ـ فأمسك القبضة الأولى بيمينه والقبضة الأخرى بشماله ـ ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا ـ ومن السماوات ذروا فقال للذي بيمينه : منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون ـ والمؤمنون والشهداء ومن أريد كرامته ، فوجب لهم ما لهم ما قال كما قال ، وقال للذي بشماله : منك الجبارون والمشركون والمنافقون والطواغيت ـ ومن أريد هوانه أو شقوته فوجب لهم ما قال كما قال.
ثم إن الطينتين خلطتا جميعا وذلك قوله تعالى : « إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى » فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته ، والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل