عزيز آل فرعون لاستخلاص بنيامين يذكر فيها أنه ابن إسحاق ذبيح الله الذي أمر الله جده إبراهيم بذبحه ثم فداه بذبح عظيم. وقد تقدم في الجزء السابق من الكتاب أن الذبيح هو إسماعيل دون إسحاق.
وفي تفسير العياشي ، عن نشيط بن ناصح البجلي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أكان إخوة يوسف أنبياء؟ قال : لا ولا بررة أتقياء وكيف؟ وهم يقولون لأبيهم : ( تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ).
أقول : وفي الروايات من طرق أهل السنة وفي بعض الضعاف من روايات الشيعة أنهم كانوا أنبياء ، وهذه الروايات مدفوعة بما ثبت من طريق الكتاب والسنة والعقل من عصمة الأنبياء عليهمالسلام ، وما ورد في الكتاب مما ظاهره كون الأسباط أنبياء كقوله تعالى : « وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ » : النساء : ١٦٣ غير صريح في كون المراد بالأسباط هم إخوة يوسف ، والأسباط تطلق على جميع الشعوب من بني إسرائيل الذين ينتهي نسبهم إلى يعقوب عليهالسلام قال تعالى : « وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً » : الأعراف : ١٦٠.
وفي الفقيه ، بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قول يعقوب لبنيه : « سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي » قال : أخرهم إلى السحر من ليلة الجمعة.
أقول : وفي هذا المعنى بعض روايات أخر ، وفي الدر المنثور ، عن ابن جرير وأبي الشيخ عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : قول أخي يعقوب لبنيه : « سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي » يقول : حتى يأتي ليلة الجمعة.
وفي الكافي ، بإسناده عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خير وقت دعوتم الله فيه الأسحار ، وتلا هذه الآية في قول يعقوب « سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي » أخرهم إلى السحر.
أقول : وروي نظيره في الدر المنثور ، عن أبي الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس : أن النبي صلىاللهعليهوآله سئل لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار؟ قال : أخرهم إلى السحر لأن دعاء السحر مستجاب.