أقول : والكلام فيه كالكلام في سابقه.
وفي الكافي ، بإسناده عن عمرو بن حريث قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله : ( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) قال : فقال : رسول الله صلىاللهعليهوآله أصلها وأمير المؤمنين فرعها ـ والأئمة من ذريتهما أغصانها ـ وعلم الأئمة ثمرتها وشيعتهم المؤمنون ورقها ـ هل في هذا فضل؟ قال : قلت : لا والله. قال : والله إن المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها ، وإن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها.
أقول : والرواية مبنية على كون المراد بالكلمة الطيبة هو النبي صلىاللهعليهوآله ، وقد أطلقت الكلمة في كلامه على الإنسان كقوله : ( بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) : آل عمران ـ ٤٥ ، ومع ذلك فالرواية من باب التطبيق ومن الدليل عليه اختلاف الروايات في كيفية التطبيق ففي بعضها أن الأصل رسول الله صلىاللهعليهوآله والفرع علي عليهالسلام والأغصان الأئمة عليهمالسلام والثمرة علمهم والورق الشيعة كما في هذه الرواية ، وفي بعضها أن الشجرة رسول الله وفرعها علي والغصن فاطمة وثمرها أولادها وورقها شيعتنا كما فيما رواه الصدوق عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام ، وفي بعضها أن النبي والأئمة هم الأصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها كما في الكافي ، بإسناده عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وفي المجمع ، روى أبو الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام : أن هذا ـ يعني قوله : ( كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ) إلخ ـ مثل بني أمية.
وفي تفسير العياشي ، عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ) الآيتين قال : هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه صلىاللهعليهوآله ، ولمن عاداهم هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ـ اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار
أقول : قال الآلوسي في تفسير روح المعاني ، ما لفظه : وروى الإمامية وأنت تعرف حالهم ـ عن أبي جعفر رضي الله عنه ـ تفسيرها ـ يعني الشجرة الخبيثة ـ ببني أمية ـ وتفسير الشجرة الطيبة برسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وعلي كرم الله وجهه وفاطمة رضي الله عنها ـ وما تولد منهما ، وفي بعض روايات أهل السنة ـ ما يعكر على تفسير الشجرة