يديه عيناه من نحاس فيقال له : ما تقول في هذا الرجل الذي خرج من بين ظهرانيكم ـ يزعم أنه رسول الله؟ فيفزع لذلك فزعة فيقول إن كان مؤمنا : محمد رسول الله فيقال عند ذلك : نم نومة لا حلم فيها ويفسح له في قبره تسعة أذرع ـ ويرى مقعده من الجنة وهو قول الله : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) وإن كان كافرا قالوا : من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم ـ يقول : إنه رسول الله؟ فيقول : ما أدري ـ فيخلى بينه وبين الشيطان.
وفي الدر المنثور ، أخرج الطيالسي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : المسلم إذا سئل في القبر ـ يشهد أن لا إله إلا الله ـ وأن محمدا رسول الله فذلك قوله سبحانه : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ـ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ).
وفيه ، أخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول في هذه الآية : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ـ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) قال : في الآخرة القبر.
أقول : وهناك روايات كثيرة من طرق الشيعة وأهل السنة وردت في تفصيل سؤال القبر وإتيان الملكين منكر ونكير وثبات المؤمن وضلال الكافر عند ذلك وقد وقع في كثير منها التمسك بالآية.
وظاهرها أن المراد بالآخرة هو القبر وعالم الموت ، ولعل ذلك مبني على ظاهر معنى التثبيت فإن الظاهر من إعطاء الثبات أن يكون في مقام يجوز فيه الزلل والخبط ، وهذا إنما يتصور في غير يوم القيامة الذي ليس فيه إلا المجازاة بالأعمال وأما بالنظر إلى أن كل ثابت في الوجود فإنما ثباته بالله سبحانه سواء كان مما يجوز عليه الزوال أم لا فلا فرق بين البرزخ والقيامة في أن المؤمن ثابت بتثبيت الله سبحانه والأولى أخذ الروايات من قبيل التطبيق.
وفي تفسير العياشي ، عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام في
( ١٢ ـ الميزان ـ ٥ )