تعالى ربهم العزيز الحميد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذنه فإنهم إن استجابوا الدعوة وآمنوا خرجوا بذلك من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان بالفعل وإن لم يستجيبوا أنذروا ووقفوا على التوحيد الحق وخرجوا من الجهل إلى العلم وهو نوع خروج من الظلمة إلى النور وإن كان وبالا عليهم وخسارا ففي الدعوة ـ على أي حال ـ إنذار للناس وإعلامهم أنما هو إله واحد وتذكر لأولي الألباب منهم خاصة وهم المؤمنون.
( بحث روائي )
في المعاني ، بإسناده عن ثوبان : أن يهوديا جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمد فرفعه ثوبان برجله وقال : قل : يا رسول الله ـ فقال : لا أدعوه إلا بأسماء أهله قال : أرأيت قول الله : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) أين الناس يومئذ قال : في الظلمة دون المحشر. قال : فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال كبد الحوت قال : فما شرابهم على إثر ذلك ، قال : السلسبيل. قال صدقت يا محمد.
أقول : وروي الحديث في الدر المنثور ، عن مسلم وابن جرير والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ثوبان : مثله إلى قوله : في الظلمة وروي أيضا عن عدة عن عائشة : أنها سألت النبي صلىاللهعليهوآله عن ذلك فقال : على الصراط.
وفي تفسير العياشي ، عن ثوير بن أبي فاختة عن الحسين بن علي عليهالسلام قال : ( تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) يعني بأرض لم يكتسب عليها الذنوب بارزة ـ ليست عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة.
أقول : ورواه القمي أيضا في تفسيره ، وفيه دلالة على حدوث الجبال وكذا النبات بعد تمام خلقة الأرض.
وفي الدر المنثور ، أخرج البزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في قول الله : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ). قال : أرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ـ ولم تعمل فيها خطيئة.