إلى الإيتاء في الدنيا ، وأما بناء على كونه ناظرا إلى الإيتاء في الآخرة كما اختاره الأكثر فمعنى الآيات كما فسروها تعجب من الذي كفر بآياتنا وهو عاص بن وائل أو وليد بن المغيرة وقال : أقسم لأوتين إذا بعثت مالا وولدا في الجنة ، أعلم الغيب حتى يعلم أنه في الجنة؟ ـ وقيل : أنظر في اللوح المحفوظ ـ أم اتخذ عند الرحمن عهدا بقول لا إله إلا الله حتى يدخل به الجنة ـ وقيل : أقدم عملا صالحا كلا وليس الأمر كما قال ـ سنكتب ما يقول بأمر الحفظة أن يثبتوه في صحيفة عمله ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول أي ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطالنا ملكه ويأتينا أي يأتي الآخرة فردا ليس عنده شيء من مال وولد وعدة وعدد.
( بحث روائي )
في تفسير القمي ، في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام : في قوله تعالى : « أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ـ وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً » ـ إنه العاص بن وائل بن هشام القرشي ثم السهمي ـ وكان أحد المستهزءين ، وكان لخباب بن الأرت على العاص بن وائل حق ـ فأتاه يتقاضاه فقال له العاص : ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير؟
قال : بلى. قال : فموعد ما بيني وبينك الجنة ، فو الله لأوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا.
وفي الدر المنثور ، أخرج أحمد والبخاري ومسلم وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي والبيهقي في الدلائل وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه عن خباب بن الأرت قال : كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل دين ـ فأتيته أتقاضاه فقال : لا والله لا أقضيك ـ حتى تكفر بمحمد فقلت : لا والله لا أكفر بمحمد ـ حتى تموت ثم تبعث. قال : فإني إذا مت ـ ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك ـ فأنزل الله : « أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ـ إلى قوله ـ وَيَأْتِينا فَرْداً ».
أقول : وروى أيضا ما يقرب منه عن الطبراني عن خباب. وأيضا عن سعيد بن منصور عن الحسن عن رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يسم خبابا وأيضا عن ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس عن رجال من الصحابة.