وفي الكافي ، بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت : فما عنى بقوله في يحيى : « وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً »؟ قال تحنن الله. قلت : فما بلغ من تحنن الله عليه؟ قال : كان إذا قال : يا رب قال الله عز وجل : لبيك يا يحيى. الحديث.
وفي عيون الأخبار ، بإسناده إلى ياسر الخادم قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول : إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاث مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا.
وقد سلم الله عز وجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن ـ وآمن روعته فقال : « وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا » ، وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن ـ فقال : « وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ».
( قصة زكريا في القرآن )
وصفه عليهالسلام : وصفه الله سبحانه في كلامه بالنبوة والوحي ، ووصفه في أول سورة مريم بالعبودية ، وذكره في سورة الأنعام في عداد الأنبياء وعدة من الصالحين ثم من المجتبين ـ وهم المخلصون ـ والمهديين.
تاريخ حياته : لم يذكر من أخباره في القرآن إلا دعاؤه لطلب الولد واستجابته وإعطاؤه يحيى عليهالسلام ، وذلك بعد ما رأى من أمر مريم في عبادتها وكرامتها عند الله ما رأى.
فذكر سبحانه أن زكريا تكفل مريم لفقدها أباها عمران ثم لما نشأت اعتزلت عن الناس واشتغلت بالعبادة في محراب لها في المسجد ، وكان يدخل عليها زكريا يتفقدها « كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ».
هنالك دعا زكريا ربه وسأله أن يهب له من امرأته ذرية طيبة وكان هو شيخا فانيا وامرأته عاقرا فاستجيب له ونادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله يبشرك بغلام اسمه يحيى فسأل ربه آية لتطمئن نفسه أن النداء من جانبه سبحانه