وفي الكافي ، بإسناده عن علي بن أسباط قال : رأيت أبا جعفر عليهالسلام وقد خرج إلي فأجدت النظر إليه ـ وجعلت أنظر إلى رأسه ورجليه ـ لأصف قامته لأصحابنا بمصر ـ فبينا أنا كذلك حتى قعد فقال : يا علي إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة ـ فقال : « وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا » ـ « حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً » ـ فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبي ، ويجوز أن يؤتى الحكمة وهو ابن أربعين سنة.
أقول : وفي الرواية تفسير الحكم بالحكمة فتؤيد ما قدمناه.
وفي الدر المنثور ، أخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة : « في قوله : « وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا » قال : كان سعيد بن المسيب يقول : قال النبي صلىاللهعليهوآله : ما من أحد يلقى الله يوم القيامة ـ إلا ذا ذنب إلا يحيى بن زكريا. قال قتادة : وقال الحسن : قال النبي صلىاللهعليهوآله : ما أذنب يحيى بن زكريا قط ـ ولا هم بامرأة.
وفيه : أخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ما من أحد من ولد آدم ـ إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة إلا يحيى بن زكريا ـ لم يهم بخطيئة ولم يعملها.
أقول : وهذا المعنى مروي من طرق أهل السنة بألفاظ مختلفة وينبغي تخصيص الجميع بأهل العصمة من الأنبياء والأئمة وإن كانت آبية عنه ظاهرا لكن الظاهر أن ذلك ناشئ من سوء تعبير الرواة لابتلائهم بالنقل بالمعنى وتوغلهم فيه. وبالجملة الأخبار في زهد يحيى عليهالسلام كثيرة فوق الإحصاء ، وكان عليهالسلام ـ على ما فيها ـ يأكل العشب ويلبس الليف وبكى من خشية الله حتى اتخذت الدموع مجرى في وجهه.
وفيه ، : أخرج ابن عساكر عن قرة قال : ما بكت السماء على أحد إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي ، وحمرتها بكاؤها.
أقول : وروى هذا المعنى في المجمع ، عن الصادق عليهالسلام ، : وفي آخره : وكان قاتل يحيى ولد زنا ـ وقاتل الحسين ولد زنا.
وفيه ، أخرج الحاكم وابن عساكر عن ابن عباس قال : أوحى الله إلى محمد صلىاللهعليهوآله : إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ـ وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.