أقول : وهي رواية شريفة تعطي أصلا كليا في الحسنات والسيئات وهو أن الحسنات أمور وجودية تستند إلى إعطائه وفضله تعالى ، والسيئات أمور عدمية تنتهي إلى عدم الإعطاء لما لا يملكه العبد. وما ذكره عليهالسلام أنه تعالى أولى بما لعبده منه وجهه أنه تعالى هو المالك لذاته والعبد إنما يملك ما يملك بتمليك منه تعالى وهو المالك لما ملكه وملك العبد في طول ملكه.
وقوله : « لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمة وصوابا إشارة إلى التقريب الأول الذي قدمناه ، وقوله : « وهو المتكبر الجبار والواحد القهار » إشارة إلى التقريب الثاني الذي أوردناه في تفسير الآية.
وفي نور الثقلين ، عن الرضا عليهالسلام قال : قال الله تبارك وتعالى : يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبقوتي أديت إلي فرائضي ، وبنعمتي قويت على معصيتي ـ جعلتك سميعا بصيرا قويا ـ ما أصابك من حسنة فمن الله ـ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ـ وذلك أني أولى بحسناتك منك ـ وأنت أولى بسيئاتك مني ـ وذلك أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون.
وفي المجمع : في قوله تعالى : « هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي » ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : يعني بذكر من معي ما هو كائن ـ وبذكر من قبلي ما قد كان.
وفي العيون ، بإسناده إلى الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي ، ثم قال عليهالسلام : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ـ فأما المحسنون فما عليهم من سبيل.
قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا عليهالسلام : يا بن رسول الله ـ فما معنى قول الله عز وجل : « وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى » قال : لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه.
وفي الدر المنثور ، أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن جابر : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله تلا قول الله : « وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى » ـ فقال : إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
وفي الاحتجاج ، وروي : أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي الباقر عليهالسلام ـ لامتحانه بالسؤال عنه ـ فقال له : جعلت فداك ما معنى قوله تعالى : « أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ