وفي الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه من طريق نهشل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : الغي واد في جهنم.
أقول : وفي روايات أخرى أن الغي وأثام نهران في جهنم ، وهذا على تقدير صحة الحديث ليس بتفسير آخر كما زعمه أكثر المفسرين بل بيان لما سيئول إليه الغي بحسب الجزاء ، ونظيره ما ورد أن الويل بئر في جهنم وأن طوبى شجرة في الجنة ، إلى غير ذلك من الروايات.
( وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) )
( بيان )
الآيتان معترضتان بين آيات السورة وسياقهما يشهد بأنهما من كلام ملك الوحي بوحي قرآني من الله سبحانه فإن النظم نظم قرآني بلا ريب. وبذلك يتأيد ما ورد بطرق مختلفة من طرق أهل السنة ورواه في مجمع البيان ، أيضا عن ابن عباس : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله استبطأ نزول جبريل ـ فسأله عن ذلك فأجابه بوحي من الله تعالى : « وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ » إلى آخر الآيتين.
وقد تكلف جمع في بيان اتصال الآيتين بالآيات السابقة فقال بعضهم : إن التقدير : هذا وقال جبريل : وما نتنزل إلا بأمر ربك إلخ ، وقال آخرون : إنهما متصلتان بقول جبريل لمريم المنقول سابقا : « إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا » الآية ، وذكر قوم أن قوله : « وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ » إلى آخر الآية من