قال الشيخ حسين بن عبد الوهاب ـ المشار إليه ـ في أواخر كتاب عيون المعجزات ، ما هذا لفظه : وكنت حاولت أن اثبت في صدر هذا الكتاب البعض من معجزات سيّد المرسلين ، وخاتم النبيّين صلىاللهعليهوآلهوسلم الطاهرين الطيّبين ، فوجدت كتابا ألّفه السيّد أبو القاسم عليّ بن أحمد بن موسى ابن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، سمّاه ، تثبيت المعجزات ، وقد أوجب في صدره بطريق النظر والاختيار ، والدليل والاعتبار ، كون معجزات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم أجمعين ، بكلام بيّن ، وحجج واضحة ، ودلائل نيّرة ، لا يرتاب فيها إلاّ ضالّ غافل غويّ ، ثمّ أتبعها المشهور من المعجزات لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذكر في آخرها أنّ معجزات الأئمّة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين زيادة تنساق في أثرها ، فلم أر شيئا في آخر كتابه هذا ، الّذي سمّاه كتاب تثبيت المعجزات ، وتفحّصت عن كتبه وتأليفاته التي عندي وعند إخواني المؤمنين ـ أحسن الله توفيقهم ـ فلم أر كتابا اشتمل على معجزات الأئمّة الطاهرة صلوات الله عليهم ، وتفرّد الكتاب بها ، فلمّا أعياني ذلك استخرت الله تعالى ، واستعنت به في تأليف شطر وافر من براهين الأئمّة الطاهرة عليهمالسلام. إلى آخره.
قال رحمهالله : ثمّ اعلم أنّ علماء الرجال قد ذمّوه ذمّا كثيرا كما سنفصّله ، ولذلك لا يليق بنا إيراد ترجمته في القسم الأوّل من كتابنا هذا ، ولكن دعاني الى ذلك أمران.
الأوّل : اعتماد مثل الشيخ حسين بن عبد الوهاب ـ الذي هو أبصر بحاله ـ عليه وعلى كتابه ، وتأليف كتاب تتميما لكتابة.
الثاني : أنّ كتبه جلّها ، بل كلّها معتبرة عند أصحابنا ، حيث كان في أوّل أمره مستقيما محمود الطريقة ، وقد صنّف كتبه في تلك الأوقات ، ولذلك اعتمد علماؤنا المتقدمون على كثير منها ، إذ كان معدودا من جملة قدماء علماء الشيعة