٣٦ ـ كتاب التمحيص :
قال في البحار : هو لبعض قدماء أصحابنا ، ويظهر من القرائن الجليّة أنّه من مؤلّفات الثقة الجليل أبي عليّ محمد بن همام (١).
وقال في موضع آخر : وكتاب التمحيص ، ومتانته تدلّ على فضل مؤلّفه ، وإن كان مؤلّفه أبا عليّ كما هو الظاهر ، ففضله وتوثيقه مشهوران (٢).
قلت : ولم يشر إلى القرائن ، والذي يظهر منها من الكتاب ، قوله في أوّل الكتاب بعد الديباجة ، باب سرعة البلاء إلى المؤمنين : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام ، قال : حدّثني عبد الله بن جعفر (٣). إلى آخره ، وهذا هو المرسوم في غالب كتب المحدّثين من القدماء ، أنّ الرواة عنهم من تلاميذهم يخبرون عن روايتهم عنه في صدر كتبهم ، فراجع الكافي ، وكتب الصدوق ، وغيرها ، تجدها على ما وصفناه.
وبهذا يظنّ أنّ التمحيص له ، ولكنّ الشيخ الجليل النبيل ، الشيخ إبراهيم القطيفي ، قال في خاتمة كتاب الفرقة الناجية ، الحديث الأول : ما رواه الشيخ العالم ، الفاضل العامل ، الفقيه النبيه ، أبو محمد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّاني قدّس الله روحه الزكيّة في كتابه المسمّى بالتمحيص ، ثمّ أخرج منه خمسة أحاديث ، وهو صاحب كتاب تحف العقول المتداول المعروف.
وفي الرياض : وأمّا قول الأستاذ الاستناد بأنّ كتاب التمحيص من مؤلّفات غيره ـ أي غير الحسن المذكور ـ فهو عندي محلّ تأمّل ، لأنّ الشيخ
__________________
(١) بحار الأنوار ١ : ١٧.
(٢) بحار الأنوار ١ : ٣٤.
(٣) التمحيص : ٣٠.