ابن السيّد حيدر العاملي الكركي.
الثانية : حكمه بأنّ السيد حسين الكركي المذكور ، هو بعينه ابن بنت المحقّق الثاني ، وابن خالة المحقّق الداماد والمفتي في الدولة الصفويّة ، وصاحب كتاب دفع المناواة ، وكلاهما فاسدتان.
أمّا الاولى : فلأنّ صاحب الرياض ـ الذي هو استاد أهل هذه الصناعة ، وكان في عصرهم ـ جعل القاضي أمير حسين ـ صاحب الرضوي ـ عنوانا مستقلا في الرياض ، ولم يذكر له نسبا ، ولا شيخا في الإجازة ، ولا شغلا من الإفتاء في الدولة الصفويّة ، ولا تأليفا (١). وذكر السيّد الكركي المذكور بعد ذلك ، وذكر نسبه ، وبلده ، ومشايخه ، وبعض ما يتعلّق به (٢). فلو كانا متّحدين لأشار في إحدى الترجمتين الى ذلك ، لشدّة حرصه على ضبط أمثال هذه الأمور ، ونهاية اطّلاعه عليها ، وأمّا الطبقة فغير مضرّ ، فإنّه يروي عن المحقّق الداماد ، والشيخ البهائي ، والشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد ، وتأريخ إجازته له في سنة تسع وعشرين وألف ، فيكون في طبقة المجلسي الأوّل ، فلا يبعد روايته وولده العلاّمة عنه.
وأمّا الثانية : فلأنّ العالم المفتي ، الملقّب بخاتمة المجتهدين ، صاحب كتاب دفع المناواة ، هو سيّد المحقّقين ، السيّد حسين بن السيّد ضياء الدين أبي تراب حسن بن صاحب الكرامات الباهرة ، والمقامات الزاهرة ، شمس الدين السيّد أبي جعفر محمد الموسوي الكركي ، المعروف بالأمير سيّد حسين المجتهد ، والأمير حسين المفتي ، وهو ابن بنت المحقّق الثاني ، وكان نازلا منزلته عند الأمراء والسلاطين ، توفّي بالطاعون سنة إحدى وألف بقزوين ، وعندي نسخة صحيحة من كتاب دفع المناواة ، على ظهرها خطّ المجلسي ، وفي آخرها : وفرغ
__________________
(١) رياض العلماء ٢ : ٣٠.
(٢) رياض العلماء ٢ : ٩١.