أمّا شروعه في تأليفه ، وهل هو أوّل كتاب ألّفه؟ (١)؟
فإنّ بعض أصحاب التراجم والسير صرّح بذلك ، وأقدمهم وأصلهم في هذا المدّعى هو ابن العودي محمَّد بن علي الجزّيني ـ الذي كان حيّاً سنة ٩٧٥ ه ـ حيث قال : فأوّل ما أفرغه في قالب التصنيف الشرح المذكور [روض الجنان] خرج منه مجلّد ضخم ، ثمّ قطع عنه على آخر كتاب الصلاة ، والتفت إلى التعلّق بأحوال الألفيّة. (٢).
وتبعه في ذلك الحرّ العاملي (ت ١١٠٤ ه ، (٣)) والمحقّق التستري (ت ١٢٣٧ ه) (٤) ، والميرزا محمّد التنكابني (ت ١٣٠٢ ه ، (٥) ، والسيّد الخوانساري (ت ١٣١٣ ه ، (٦)) ، والسيّد حسن الصدر (ت ١٣٥٤ ه ، (٧)) والسيّد محسن الأمين (ت ١٣٧١ ه) (٨) ، والسيّد الخوئي (ت ١٤١٣ ه. (٩)).
وتردّد المحدّث البحراني (ت ١١٨٦ ه) في هذه النسبة ، فنسبها إلى قيل. (١٠).
وعلى الرغم من كثرة القائلين بهذه الدعوى وعلوّ منزلتهم العلميّة ، فهناك عدّة مؤثّرات تعارضها :
منها : أنّ الشهيد الثاني أنهى عدداً من مؤلّفاته قبل هذا التأريخ ، ككشف الريبة الذي أنهاه في الثالث عشرين شهر صفر سنة ٩٤٩ ه ، وتقليد الميّت التي أنهاها في الخامس عشر من شهر شوّال سنة ٩٤٩ ه ، وتفسير آية البسملة الذي أنهاه في شهر رمضان سنة ٩٤٠ ه.
ومنها : أنّ الشهيد الثاني ذكر بعض مؤلّفاته في روض الجنان ، ففي بحث الحيض وأحكامه ، قال :
وقد أفردنا لتحقيق الإجماع في حال الغيبة رسالة تنفع في هذا المقام ، من أرادها وقف عليها ، وإنّما
__________________
(١) انظر البحثَ حولَ هذا الموضوع في منية المريد ، مقدّمة التحقيق.
(٢) الدرّ المنثور ٢ : ١٨٤.
(٣) أمل الآمل ١ : ٨٦.
(٤) مقابس الأنوار : ١٥.
(٥) قصص العلماء : ٢٧٨.
(٦) روضات الجنّات ٣ : ٣٧٨.
(٧) أمل الآمل ١ : ٨٦.
(٨) أعيان الشيعة ٧ : ١٥٤.
(٩) معجم رجال الحديث ٧ : ٣٧٢.
(١٠) لؤلؤة البحرين : ٣٤.