(كتاب الطهارة)
خبر مبتدأ محذوف ، أي هذا كتاب الطهارة ، وكذا القول في بقيّة الفصول والأبواب.
والكتاب اسم مفرد ، وجمعه كتب بضمّ التاء وسكونها. وهو فعال من الكتب بفتح الكاف ، سمّي به المكتوب ، كالخلق بمعنى المخلوق ، وكقولهم : هذا درهم ضرب الأمير ، وثوب نسج اليمن.
وقد صرّح الجوهري وغيره من أهل اللغة بأنّه نفسه مصدر ، تقول : كَتَبتُ كَتباً وكِتاباً وكِتابَةً. (١).
واستشكل ذلك جماعة من المحقّقين بأنّ المصدر لا يشتقّ من المصدر ، بل الخلاف منحصر في أنّ الفعل هل يشتقّ من المصدر أو بالعكس كما هو المعلوم؟
وأسدّ ما يقال في الجواب : إنّ الكلام إنّما هو في المصدر المجرّد ، وأمّا المزيد فإنّه مشتقّ منه ؛ لموافقته إيّاه بحروفه ومعناه ، وقد نصّ على ذلك العلامة التفتازاني (٢).
والكتب معناه : الجمع ، تقول : كتبتُ البغلَةَ : إذا جمعت بين شُفريها بحَلقةٍ أو سيرٍ. وكتبتُ القِربةَ أيضاً كَتباً : إذا خرزتها. ومنه : تكتّب بنو فلان : إذا تجمّعوا. ومنه سُمّي الكتاب ؛ لأنّه يجمع أُموراً من علمٍ يُعبّر عنها تارة بالأبواب ، وأُخرى بالفصول وغيرها.
والطهارة مصدر طهر بضمّ عين الفعل وفتحها ، والاسم : الطهر ، وهي لغةً : النظافة والنزاهة ، وقد نقلت في الاصطلاح الشرعي إلى معنى آخر بناءً على وجود الحقائق الشرعيّة.
__________________
(١) الصحاح ١ : ٢٠٨ ؛ لسان العرب ١ : ٦٩٨ ، «ك ت ب».
(٢) شرح التصريف (ضمن جامع المقدّمات) ١ : ٢١١.