فتغوص وحدها ، فتكون المحسوس كيفيتها. ثم هذه الرطوبة عديم (١) الطعم فإذا خالطها طعم فإمّا بأن (٢) تتكيّف به أو تخالطها أجزاء من حامله لم ترد الطعوم إلى الذائقة كما هي ، بل مخلوطة بذلك الطعم كما للمرضى ، ولذا يجد الذي غلب عليه مرة الصفراء الماء التفه (٣) والسكر الحلو مرا. ومن ثمّ قال البعض : الطعوم لا وجود لها في ذي الطعم ، وإنّما توجد الطعوم في القوة الذائقة والآلة الحاملة ، كذا في شرح المواقف. والذّوق عند البلغاء هو محرّك القلوب والباعث على الوجد الذي لا تراعى فيه الشّاعرية. وهي من خصائص العزلة والعشق الخالص وهو أمر وجداني. وثمّة إجماع على ذلك بحيث لا يستطيع وصفه كما لا توصف حلاوة السّكر وما يشابهها من الأمور الوجدانية ، ولكنّ الاتفاق حاصل على تلك الحلاوة ، وكذا في جامع الصنائع. (٤) ، قال الچلپي في حاشية المطول في شرح خطبة التلخيص : الذوق قوة إدراكية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ومحاسنه الخفية. والذوق عند الصّوفية عبارة عن السّكر من تذوّق شراب العشق للعاشق ، كذلك الشوق الذي يحصل من استماع كلام المحبوب. ومن مشاهدته ورؤيته ، ولذلك يصير العاشق مسكينا واقعا في الوجد ، فيغيب عن الشعور ويصير في مقام المحو المطلق. ويقولون لمثل هذا الحال : الذّوق. وجاء في اصطلاح عبد الرزاق الكاشي (شارح فصوص الحكم) الذّوق أوّل درجات شهود الحق بأقلّ وقت كالبرق ، وإذا بقي ساعة وصل لمقام الشّهود ، كذا في كشف اللغات. (٥) وفي الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين : الذوق هو أول درجات شهود الحقّ بالحقّ في أثناء البوارق المتوالية عند أدنى لبث من التّجلّي البرقي ، فإذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود يسمّى شربا ، فإذا بلغ النهاية يسمّى ربا وذلك بحسب صفاء السّر عن لحوظ الغير.
ذو القافيتين : [في الانكليزية] Line with double rhyme ـ [في الفرنسية] Vers a double rime
عند البلغاء هو التشريع وهو أن يبني الشاعر بيته ذا قافيتين على بحرين أو ضربين من بحر واحد. ولكن ورد في مجمع الصنائع وجامع الصنائع أنّ ذا القافيتين هو أن يراعي الشّاعر في بيت قافيتين وأن يأتي بهما كلّ واحدة منهما إلى جانب الأخرى ومثاله ما ترجمته :
لقد علقت قلبي برأس سالف الحبيب |
|
ومن نرجس ذلك الجميل نجوت |
فالقافية الأولى يار ونكار (والمعنى : الحبيب ، الجميل). والقافية الثانية بستم ورستم :أي ربطت ونجوت. وإذا روعي في الشعر أكثر من قافية فذاك ذو القوافي ويقال له أيضا المعطّل ، ومثاله على ثلاث قوافي : وترجمة البيتين هي :
__________________
(١) عديمة (م).
(٢) أن (م).
(٣) النقي نتنا (م).
(٤) وذوق نزد بلغا آنست كه محرك قلوب وموجد وجد بود كه درو شاعري مرعي نبود واين خاصه عزلت وعاشقى صرف بود واين وجداني است وليكن اتفاق واجماع بر آن شرط است چنانكه شكر كه شرح شيريني او در بيان نيابد واز قبيل وجد اينست وليكن همه باتفاق آن را شيرين گويند كذا في جامع الصنائع.
(٥) وذوق نزد صوفيه عبارت است از مستى كه از چشيدن شراب مر عاشق را شود وشوقى كه از استماع كلام محبوب واز مشاهده وديدارش روي آرد واز آن عاشق بيچاره در وجد آيد واز آن وجد بى خود وبى شعور گردد ومحو مطلق شود اين چنين حال را ذوق گويند. ودر اصطلاح عبد الرزاق كاشي ذوق اوّل درجات شهود حق است بحق به اندك زمانى همچون برق واگر ساعتى موقوف ماند بوسط مقام شهود رسد كذا في كشف اللغات.