(فصل)
في ذكر اشتقاق القرآن ومعناه
ذكر جماعة من المفسّرين وأئمّة اللّغة : أنّ اشتقاق القرآن من قول العرب : قرأت الماء في الحوض ؛ أي : جمعته. ومنه اشتقاق القرية ، لاجتماع النّاس بها. وكذلك اشتقاق قرى النّمل. وسمّي القرآن بذلك ، لأنّه يجمع السّور والآيات.
وسمّيت السّورة : سورة ، لأنّها قطعة منفصلة عمّا سواها. ومنها سور المدينة.
[وقيل] (١) : سمّيت بذلك ، لشرفها وارتفاعها. وأخذت من سور البناء وارتفاعه.
وسمّيت الآية : آية ، لأنّها علامة على ما وضعت له. ومنه قوله ـ تعالى ـ حكاية (٢) عن قول زكرياء ـ عليه السّلام ـ حيث سأل الله الولد ، فأجيب إلى ذلك ، فقال : (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) ؛ أي : علامة أستدلّ بها على الإجابة ، وتعلمها النّاس. فقال : (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) (٣) يعني : من غير كلام (٤) ولا خرس. فأمسك الله لسان زكرياء ثلاثة أيّام ، بلياليهنّ ، عن الكلام ، علامة له على الإجابة. وكان كلامه ـ
__________________
(١) ليس في د.
(٢) ليس في ج.
(٣) مريم (١٩) / ١٠.
(٤) ج ، د : آفة بدل كلام.