تفسير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [واشتقاقه] (١)
روي أنّ قريشا كانت تكتب في الجاهليّة : «باسمك اللهم» حتّى نزلت سورة هود ، فيها (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) (٢). فأمر النّبيّ ـ عليه السّلام ـ أن يكتب «بسم الله». ثمّ نزل عليه بعد ذلك : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ. أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٣). فأمر أن يكتب الرحمان. فلمّا نزل في سورة النّمل : (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ. وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٤) ، أمر ـ عليه السّلام ـ أن يكتب ذلك في صدور (٥) الكتب وأوائل الرّسائل ، تبرّكا به (٦). وهي آية من كلّ سورة.
وقولنا : (بِسْمِ اللهِ) ؛ أي : أبتدئ ببسم الله ، أو ابتدائي ببسم الله. فهو خبر مبتدأ محذوف.
واشتقاق الاسم ، من السّمو ؛ وهو العلوّ والرّفعة. ومنه : سما الزّرع ؛ أي : علا وارتفع. ومنه اشتقاق السّماء ؛ لارتفاعها وعلوّها.
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) هود (١١) / ٤١.
(٣) الإسراء (١٧) / ١١٠.
(٤) النمل (٢٧) / ٣٠.
(٥) د ، أ : صدر.
(٦) ليس في د+ قريب من الرواية في تفسير القرطبي ١ / ٩٢.