وكان قد اقترحوا عليه أن يخرج لهم من الجبل ناقة ومعها فصيلها. فأخرجها لهم ، ومعها الفصيل.
وقوله ـ تعالى ـ : «لها شرب ولكم شرب يوم» كانت في اليوم الّذي يكون لها ، تشرب فيه ماء العين كلّه ، ولهم ماؤها في اليوم الثّاني. وكانت تطرف على بيوت المدينة كلّها (١) ، فيحلبون منها ما يحتاجون إليه.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) (١٥٧) :
وكان العاقر لها [قذار بن قذيرة] (٢) بالسّيف ، وكان ولد (٣) زنا ، فصرخت صرخة عظيمة هائلة. فطلبوا (٤) فصيلها ليعقروه ، فصعد الجبل. فهمّوا بالصّعود إليه ، فطال الجبل عليهم (٥) فلم يقدروا عليه ، ورغا ثلاث رغوات.
فقال لهم صالح ـ عليه السّلام ـ قوله ـ تعالى ـ : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) (٦) فإنّ الله [ـ تعالى ـ كتب هلاككم] (٧).
فأصبحت في اليوم الأوّل وجوههم مصفّرة ، و (٨) في اليوم الثّاني وجوهم
__________________
(١) ليس في د.
(٢) ج ، د ، م : قدار بن قديرة.
(٣) ج : ابن.
(٤) م : وطلبوا.
(٥) ليس في ج ، د ، م.
(٦) هود (١١) / ٦٥.
(٧) ج ، د ، م : مهلككم.
(٨) ج ، د ، م زيادة : أصبحت.