عدّتهم إلّا فتنة للّذين كفروا» ؛ أي : عذابا (١).
وروي : أنّ الحارث قال : أنا أكفيكم سبعة عشر منهم ، فاكفوني أنتم اثنين منهم (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) ؛ يعني بالكتاب : التّوراة.
ويريد بالّذين أوتوا الكتاب : علماءها ، منهم : عبد الله (٣) بن سلام وكعب الأحبار ، وغيرهما من علمائهم الّذين أسلموا. وذلك أنّهم وقفوا في التّوراة على هذه العدّة الّتي ذكرها الله ـ تعالى ـ في كتابه ؛ القرآن المجيد (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ؛ أي : كفر ونفاق.
(ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً) ؛ أي : ماذا (٥) أراد الله بعدّتهم في القرآن؟ فقال لهم : إنّها (٦) مذكورة في التّوراة عندكم.
قوله ـ تعالى ـ : (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً) ؛ أي : تصديقا وطمأنينة بعدّتهم المذكورة في (٧) القرآن المجيد (٨).
__________________
(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٢) البحر المحيط ٨ / ٣٧٥ : فقال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمّهاتكم أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم أيعجز كلّ عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم فقال أبو الأشد بن أسيد بن كلدة الجمحي وكان شديد البطش أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين.
(٣) ج ، د ، م : كعبد الله.
(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) وسيأتي فقرة منها آنفا.
(٥) ليس في ج ، م.+ د : ما.
(٦) ج ، د ، م : فإنّها.
(٧) أ زيادة : الكتاب.
(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ).