اصبعي الصغيرة فقال : «هذه الفجر» ، وقبض التي تليها وقال : «هذه الظهر» ، ثم قبض الإبهام فقال : «هذه المغرب» ، ثم قبض التي تليها فقال : «هذه العشاء» ، ثم قال : «أي أصابعك بقيت؟» فقلت : الوسطى ، فقال : «أي الصلاة بقيت؟» قلت : العصر ، قال : «هي العصر» [١٦٦] (١).
قالوا : ولأنها بين صلاتي نهار وصلاتي ليل ، [وكان] النبي صلىاللهعليهوسلم متسامحا فأخذ يصلّيها ويبالغ ، وروى أبو تميم الحبشاني عن أبي بصرة الغفاري قال : صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة العصر ، فلمّا انصرف قال : «إن هذه الصلاة فرضت على من كان قبلكم ؛ فتوانوا فيها وتركوها ؛ فمن صلّاها منكم وحافظ عليها أوتي أجرها مرّتين ولا صلاة بعدها حتّى يرى الشاهد» والشاهد : النجم (٢).
أبو قلابة عن أبي المهاجر عن بريدة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بكّروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من فاتته صلاة العصر حبط عمله» [١٦٧] (٣).
نافع عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الذي يصلّي العصر كافاه في أهله وماله» [١٦٨].
وقال قبيصة بن ذؤيب : هي صلاة المغرب ، ألا ترى أنها واسطة ليست بأقلها ولا أكثرها وهي لا تقصر في السفر ومن وتر النهار.
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أفضل الصلوات صلاة المغرب ، لم يحطها الله عن مسافر ولا مقيم ، فتح الله بها صلاة الليل ، وختم بها النهار ، فمن صلّى المغرب وصلّى بعدها ركعتين بنى الله له قصرا في الجنة ، ومن صلّى بعدها أربع ركعات غفر الله له ذنب عشرين سنة ، أو قال : أربعين سنة» [١٦٩] (٤).
وحكى الشيخ أبو ميثم سهل بن محمد عن بعضهم أنها صلاة العشاء الأخيرة ، وقال : لأنها بين صلاتين لا تقصران.
وروى عبد الرحمن بن أبي عمر عن عثمان بن عفان رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلّى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ، ومن صلّى الفجر في جماعة كان كقيام ليلة»[١٧٠] (٥).
وقال بعضهم : هي إحدى الصلوات الخمس ولا نعرفها عينها ، سئل الربيع بن خيثم عن (الصَّلاةِ الْوُسْطى) فقال للسائل : [أراغب] إن علمتها كنت محافظا عليها ومضيّعا سائرهن؟ قال :
__________________
(١) جامع البيان : ٢ / ٧٥٩.
(٢) تفسير الطبري : ٢ / ٧٦٨ ، والمصنف لعبد الرزاق : ٢ / ٣٢٦.
(٣) مسند أحمد : ٥ / ٣٥٠.
(٤) تفسير القرطبي : ٣ / ٢١٠.
(٥) مسند أحمد : ١ / ٥٨.