قال : فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت؟.
قال : كما شاء.
قال : أيّها السائل ألك مع الله مشيئة أو فوق الله مشيئة أو دون الله مشيئة؟ فإن زعمت أن لك دون الله مشيئة فقد اكتفيت عن مشيئة الله ، وإن زعمت أنّ لك فوق الله مشيئة فقد زعمت أن مشيئتك غالبة على مشيئة الله ، وإن زعمت أن لك مع الله مشيئة فقد ادعيت الشركة ، ألست تسأل ربّك العافية؟
قال : بلى.
قال : فمن أي شيء تسأله ، أمن البلاء الذي ابتلاك به ، أم من البلاء الذي ابتلاك به غيره؟.
قال : من البلاء الذي ابتلاني به.
قال : ألست تقول : لا حول ولا قوّة إلّا بالله؟
قال : بلى.
قال : فتعلّم تفسيرها؟
قال : لا ، علّمني يا أمير المؤمنين مما علمك الله.
قال : تفسيرها : أن العبد لا يقدر على طاعة الله ولا يكون له قوّة على معصية الله في الأمرين جميعا إلّا بالله ، أيّها السائل إن الله عزوجل [يصح ويداوي ، منه الداء ومنه الدواء] أعقلت عن الله أمره.
قال : نعم.
قال علي رضياللهعنه : الآن أسلم أخوكم قوموا فصافحوه.
ثم قال : لو وجدت رجلا من القدرية لأخذت برقبته فلا أزال أطأ عنقه حتّى أكسرها فإنّهم يهود هذه الأمّة ونصاراها ومجوسها (١).
وقال المزني : سمعت الشافعي يقول :
وما شئت كان وإن لم أشأ |
|
وما شئت إن لم تشأ لم يكن (٢) |
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ) يعني صدقة التطوّع والنفقة في الخير (مِنْ قَبْلِ
__________________
(١) دستور معالم الحكم : ١١٠ ـ ١٠٨ ، وكنز العمال : ١ / ٣٤٧ ح ١٥٦ ، وتاريخ دمشق : ٤٢ / ٥١٣.
(٢) تاريخ دمشق : ٥٠ / ٣٣٢.