وردت اعتسافا والثريّا كأنّها |
|
على قمّة الرأس ابن ماء محلّق (١) |
(وَالسَّائِلِينَ) المستطعمين الطّالبين.
عبد الله بن الحسين عن أمّه فاطمة بنت الحسين قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «للسائل حقّ وإن جاء على فرس» [٢٨] (٢).
مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هدية الله إلى المؤمن السّائل على بابه» [٢٩].
(وَفِي الرِّقابِ) يعني المكاتبين قاله أكثر المفسّرين ، وقيل : فداء الأسارى ، وقيل : عتق النّسمة وفكّ الرّقبة.
(وَأَقامَ الصَّلاةَ) المفروضة.
(وَآتَى الزَّكاةَ) الواجبة.
(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا) فيما بينهم وبين النّاس إذا وعدوا انجزوا وإذا حلفوا أوفوا ، وإذا قالوا صدقوا وإذا ائتمنوا أدّوا.
قال الرّبيع بن أنس : فمن أعطى عهد الله ثمّ نقضه فالله سبحانه مطعم منه ومن أعطى دمه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ثمّ غدر فالنّبيّ صلىاللهعليهوسلم خصمه يوم القيامة.
وفي وجه ارتفاع الموفّين قولان : قال الفرّاء والأخفش : هو عطف على محل (من) في قوله : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) و (من) في موضع جمع ومحلّه رفع كأنّه قال : ولكن البرّ المؤمنون والموفون.
وقيل : رفع على الابتداء والخبر تقديره هم الموفون ، ثمّ قال : (وَالصَّابِرِينَ) وفي نصبها أربعة أقاويل. قال أبو عبيد : نصب على تطاول الكلام ومن شأن العرب أن في تعيّر الاعراب إذا طال الكلام [والنسق].
وقال الكسائي : نصبه نسقا على قوله (ذَوِي الْقُرْبى) الصابرين.
وقال بعضهم : معناه وأعني الصابرين.
وقال الخليل بن أحمد والفرّاء : نصب على المدح والعرب تنصب على المدح وعلى الذّم كانّهم يريدون بذلك إفراد الممدوح والمذموم ولا يتبعونه بأول الكلام فينصبونه.
__________________
(١) مجمع البيان : ١ / ٤٧٣.
(٢) تفسير ابن كثير : ١ / ٢١٤.