وعن عبد الله بن عمر عن درة بنت أبي لهب قالت : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو على المنبر فقال : يا رسول الله من خير الناس؟ قال : «آمرهم بالمعروف ، وأنهاهم عن المنكر ، وأتقاهم لله تعالى ، وأوصلهم لأرحامه» [٨٩].
عن ابن عباس قال : قلنا : يا رسول الله ، ما نعمل نأتمر بالمعروف حتى لا يبقى من المعروف شيء إلّا ائتمرنا به ، وننتهي عن المنكر حتى لا يبقى من المنكر شيء إلّا انتهينا عنه ، ولم نأمر بالمعروف ولم ننه عن المنكر ، فقال : «مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به ، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله» [٩٠] (١).
الشعبي عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثل الفاسق في القوم كمثل قوم ركبوا سفينة فاقتسموها فصار لكل إنسان منها نصيب فأخذ رجل منهم فأسا فجعل ينقر في موضعه ، وقال له أصحابه : أي شيء تصنع ، تريد أن تغرق وتغرقنا؟ قال : هو مكاني ، فإن أخذوا على يده نجوا ونجا وإن تركوه غرق وغرقوا» [٩١] (٢).
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : «أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشنآن الفاسقين ؛ فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن ، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق ، ومن شنأ المنافقين وغضب لله عزوجل غضب الله تعالى له» [٩٢].
وقال أبو الدرداء : لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطانا ظالما لا يجلّ كبيركم ولا يرحم صغيركم ويدعو خياركم فلا يستجاب لهم ، ويستنصرون فلا ينصرون ، ويستغفرون فلا يغفر لهم.
وقال حذيفة اليماني : يأتي على الناس زمان لئن يكون فيهم جيفة حمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.
وقال الثوري : إذا كان الرجل محبّبا في جيرانه محمودا عند القوم فاعلم أنه مداهن (٣).
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا). الآية. قال أكثر المفسرين : هم اليهود والنصارى. وقال بعضهم : هم المبتدعة من هذه الأمّة.
عن عبد الله بن شدّاد قال : وقف أبو أمامة وأنا معه على رؤوس الحرورية بالشام عند باب حمص أو دمشق فقال لهم كلاب النار ، كلاب النار. مرتين أو ثلاثة. شرّ قتلى تظل السماء وخير قتلى قتلاهم. [قيل] : أشيء من قبل رأي رأيته أو شيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : «إن هو من جل رأي رأيته ، إني إذن لجريء إن لم أسمعه من رسول
__________________
(١) مجمع الزوائد : ٧ / ٢٧٧ ، والمعجم الصغير : ٢ / ٧٨ وفيهما : وإن لم تجتنبوه كله.
(٢) المعجم الأوسط : ٣ / ١٤٩ بتفاوت.
(٣) سير أعلام النبلاء : ٧ / ٢٧٨.