ابن مسعود : هو في صلاة العتمة ، يصلونها ومن حولهم من أهل الكتاب لا يصلونها.
عاصم عن زرين عن ابن مسعود قال : أخر رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة ، قال : «أما إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله عزوجل ذه الساعة غيركم» [١٠٧] (١) ، فأنزل الله هذه الآية : (لَيْسُوا سَواءً) حتى بلغ قوله (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).
وروى الثوري عن منصور قال : بلغنا أنها نزلت في قوم كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء.
وقال عطاء في قوله : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ). الآية. تزيد أربعين رجلا من أهل نجران من العرب ، واثنين وثلاثين من الحبشة ، وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى عليهالسلام وصدقوا بمحمد صلىاللهعليهوسلم وكان من الأنصار منهم عدة قبل قدوم النبي صلىاللهعليهوسلم ، منهم أسعد ابن زرارة والبراء بن معرور ومحمّد بن مسلمة وأبو قيس هرمة (٢) بن أنس ، وكانوا موحدين يغتسلون من الجنابة ويقرّون بما عرفوا من شرائع الحنيفية حتى جاءهم الله عزوجل بالنبي صلىاللهعليهوسلم فصدقوه ونصروه.
(وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) ، قرأ الأعمش وحمزة ويحيى والكسائي وحفص وخلف : بالياء فيهما ، اخبار عن الأمة القائمة. وهي قراءة ابن عباس واختيار أبي عبيدة. وقرأ الآخرون بالتاء فيهما على الخطاب كقوله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) ، وهي اختيار أبي حاتم. وكان أبو عمرو يرى القراءتين جميعا : الياء والتاء.
ومعنى الآية (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) : فلن يقدروا ثوابه ، ولن يجحدوا جزاءه بل يشكر [لهم] (٣) ويجازون عليه ، (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) : المؤمنين.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١٦) مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (١١٨) ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١١٩) إِنْ
__________________
(١) مسند أحمد : ١ / ٣٩٦ ، وأسباب النزول للواحدي : ٧٩.
(٢) كذا في المخطوط.
(٣) في المخطوط : لكم.