(يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ) إلى (تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي يصرفون عن دين الله (مَنْ آمَنَ).
وقرأ الحسن : تَصِدُّونَ ، بضم التاء وكسر الصاد وهما لغتان ، صدّ وأصدّ مثل صل اللحم وأصل ، وخمّ وأخم.
ودليل قراءة العامة قوله تعالى : (أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى) (١) وقوله : (وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (٢) ونظائرهما.
(تَبْغُونَها) تطلبونها (عِوَجاً) زيغا وميلا ، والكلام حال على الفعل ، مجازه : لم تصدون عن سبيل الله باغين لها عوجا.
قال أبو عبيدة : العوج بالكسر في الدين والقول والعمل ، والعوج بالفتح في الجدار والحائط وكل شخص قائم (وَأَنْتُمْ شُهَداءُ) الآن في التوراة مكتوب : إن دين الله الذي لا يقبل غيره هو الإسلام ، وإن فيه نعت محمد صلىاللهعليهوسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٣٠) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (١٣١) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٣٢) وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥) أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (١٣٦) قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١٣٧) هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (١٣٨)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) قال زيد بن أسلم : مرّ شاس ابن قيس اليهودي. وكان شيخا قد عسا في الجاهلية عظيم الكفر شديد الطعن في المسلمين شديد الحسد لهم. على نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة فقال : لقد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار ، فأمر شابا من اليهود كان معه قال : اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكرهم
__________________
(١) سورة سبأ : ٣٢.
(٢) سورة الفتح : ٢٥.