قال : وسألت أبا الوليد الطيالسي عن الإيمان ، فقال : قول وعمل ونية ، قلت : أيزداد وينقص؟ قال : نعم.
قال : وسألت سليمان بن حرب عن الإيمان ، فقال : مثل ذلك.
قال : وسمعت مسلم بن إبراهيم يقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
قال : وسألت علي بن عبد الله المديني عن الإيمان ، قال : قول وعمل ونية ، قلت : أينقص ويزداد؟ قال : نعم يزداد وينقص حتى لا يبقى منه شيء.
قال : وسألت عمر بن عون الواسطي عن الإيمان فقال : مثل ذلك. قال : وسمعت يحيى بن يحيى يقول : الإيمان قول وعمل والناس يتفاضلون في الإيمان. قال : وسألت أحمد بن يونس عن الإيمان. قال : هو عمل يزيد وينقص.
قال : وسألت عبد الله بن محمد [الطفيل] وكان متّقيا عن الإيمان فقال : هو قول وعمل يزيد وينقص ، فأروه عني.
قال : وسألت أبا بويه الجيلي عن الإيمان فقال : قول وعمل يزيد وينقص.
قال : وسمعت محبوب بن موسى الأنطاكي يقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، ومن كره الاستثناء فقد أخطأ السنّة. قلت : أكان أبو إسحاق الفراري يقوله؟ قال : كان أبو إسحاق يخرج من المصيصة (١) من لا يقول الإيمان يزيد وينقص.
قال : وسمعت محبوب بن موسى يقول : سمعت يوسف بن أسباط يقول : الإيمان يزيد وينقص.
قال : وسمعت الحسين بن عمر السجستاني يقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
قال الحسن : وكان وكيع بن الجراح وعمر بن عمارة وابن أبي برزة وزهير بن نعيم يقولون : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
قوله تعالى (وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) أي كافينا وثقتنا ، والنون والألف مخفوضتان بالإضافة كقولك : حسب زيد درهم ، لان حسب اسم وإن كان في مذهب الفعل ألا ترى ضمة الثانية.
قال الشاعر :
فتملأ بيتنا إقطا وسمنا |
|
وحسبك من غنى شبع وريّ (٢) |
__________________
(١) المصيصة : بلد بالشام ، لا تشدد.
(٢) الصحاح : ٥ / ٢١٣٨ ، تاج العروس : ٥ / ٣٩٢.