وقال عبد الرحمن بن سابط : كزاد الراعي ، الحسن : كخضرة النبات ولعب البنات لا حاصل له.
قتادة : هي متاع متروكة توشك أن تضمحل بأهلها ، فخذوا من هذا المتاع بطاعة الله ما استطعتم ، والغرور الباطل ، ونظيرها في سورة الحديد.
عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سرّه أن يزحزح عن النار وأن يدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله ، ويأتي الناس ما يحب أن يؤتى إليه» (١) [٢٠٨].
أبو سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها فاقرءوا إن شئتم (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ)» (٢).
(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) الآية.
قال عكرمة ومقاتل والكلبي وابن جريج : نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق وفنحاص ، وذلك أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعث أبا بكر الصديق رضياللهعنه إلى فنحاص بن عازورا سيد بني قينقاع يستمده وكتب إليه كتابه ، وقال لأبي بكر : «لا تفتت عليّ بشيء حتى يرجع» ، فجاءه أبو بكر رضياللهعنه وهو متوشح بالسيف فأعطاه الكتاب فلما قرأه قال : قد أحتاج ربّكم إلى أن يمده ، فهمّ أبو بكر أن يضربه بالسيف ثم ذكر قول النبي صلىاللهعليهوسلم «لا تفتت بشيء حتى يرجع» ، فكفّ ونزلت هذه الآية (٣).
وقال الزهري : نزلت في كعب بن الأشرف وذلك أنه كان يهجوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويسب المؤمنين ويحرض المشركين على النبي وأصحابه في شعره وينسب بنساء المسلمين حتى آذاهم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من لي بابن الأشرف».
فقال محمد بن سلمة الأنصاري : أنا لك به يا رسول الله ، أنا أقتله ، قال : «فافعل إن قدرت على ذلك» فرجع محمد بن سلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلّا ما تعلق نفسه ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فدعاه فقال : «لم تركت الطعام والشراب؟» قال : يا رسول الله قد قلت قولا ولا أدري هل أفي به أم لا؟
قال : «إنما عليك الجهد» فقال : يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول ، قال : «قولوا ما
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٤ / ٣٠٢.
(٢) تفسير الطبري : ٤ / ٢٦٥ ، تفسير القرطبي : ٤ / ٣٠٢.
(٣) الدر المنثور : ٢ / ١٠٦.