عمرو بن موسى عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أشدّ آية في القرآن على الجن (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [٢١١] الآية.
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أتت قريش اليهود فقالوا : ما جاءكم به موسى من الآيات؟ فقالوا : عصاه ويده البيضاء للناظرين. وسألوا النصارى فقالوا : كيف كان عيسى فيكم؟ قالوا : كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : ادع لنا ربّك يجعل لنا الصفا ذهبا ، فأنزل الله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية ثم وصفهم فقال : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً).
قال علي وابن عباس والنخعي وقتادة : هذا في الصلاة يصلي قائما ، فإن لم يستطع فقاعدا فإن لم يستطع فعلى جنبه ، يسر من الله وتخفيف.
وقال سائر المفسرين : أراد به ذكر الله تعالى ، ووصفهم بالمداومة عليه ، إذ الإنسان قلما يخلوا من معنى هذه الحالات الثلاثة ، نظيره قوله في سورة النساء.
عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أراد أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله» (١) [٢١٢].
ويروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ذكر الله تعالى علم الإيمان وبرء من النفاق وحصن من الشيطان وحرز من النيران» (٢) [٢١٣].
وقال الله تعالى لموسى عليهالسلام : يا موسى اجعلني منك على بال ولا تنس ذكري على كل حال ، وليكن همّك ذكري فإنّ الطريق إليّ.
(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إنّ لها صانعا قادرا ومدبرا حكيما.
روى حماد عن علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما أسري به إلى السماء السابعة فإذا ريح ودخان وأصوات قال : فقلت : ما هذا يا جبرئيل؟ قال : هذه الشياطين يحرقون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض ، ولو لا ذلك لرأوا العجائب.
وكان ابن عور يقول : الفكرة تذهب الغفلة وتحدث للقلب الخشية ، كما يحدث الماء الزرع والنبات ، وما جليت القلوب بمثل الأحزان ، ولا استنارت بمثل الفكرة. وحكى أن سفيان الثوري صلّى خلف المقام ركعتين ثم رفع رأسه إلى السماء فلما رأى الكواكب غشي عليه. وكان سفيان يبول الدم من طول حزنه وفكره.
__________________
(١) مصنف ابن ابي شيبة : ٧ / ٧٢.
(٢) ذكره قطب الدين الرواندي في لب اللباب كما في مستدرك الوسائل : ٥ / ٢٨٥ ح ٥٨٦٨.