الأعمش عن عمارة عن يزيد بن معاوية النخعي قال : إن الدنيا جعلت قليلا فما بقي منه إلّا القليل من قليل.
روى سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد الفهري قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما الدنيا في الآخرة إلّا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليمّ ، فلينظر بم يرجع» (١) [٢١٨].
وقال صلىاللهعليهوسلم : «ما الدنيا فيما مضى إلّا كمثل ثوب شق باثنين وبقي خيط إلّا وكان ذلك الخيط قد انقطع» (٢) [٢١٩].
(ثُمَّ مَأْواهُمْ) مصيرهم (جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ. لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ).
قرأ أبو جعفر : بتشديد النون ، الباقون : بتخفيفه.
(لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً).
قرأ الحسن والنخعي : (نُزْلاً) بتخفيف الزاي استثقالا لضمتين ، وثقّله الآخرون ، والنزل الوظيفة المقدرة لوقت.
قال الكلبي : جزاء وثوابا من عند الله ، وهو نصب على التفسير ، كما يقال : هو لك صدقه وهو لك هبة ، قاله الفراء.
وقيل : هو نصب على المصدر ، أي انزلوا نزلا ، وقيل : جعل ذلك نزلا.
(وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) من متاع الكفار.
الحسن عن أنس بن مالك قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو على حصير مزمول بالشريط ، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ، ودخل عليه عمر وناس من أصحابه فانحرف النبي صلىاللهعليهوسلم انحرافة فرأى عمر رضياللهعنه أثر الشريط في جنبه فبكى ، فقال له : «ما يبكيك يا عمر؟» فقال عمر : وما لي لا أبكي وكسرى قيصر يعيشان فيما يعيشان فيها من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى.
فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا عمر ألم ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة» قال : بلى. قال : «هو كذلك» (٣) [٢٢٠].
(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ) الآية ، اختلفوا في نزولها :
__________________
(١) مسند أحمد : ٤ / ٢٢٩.
(٢) الجامع الصغير : ٢ / ٥٣٤ ح ٨١٦٦ ، كنز العمال : ٣ / ٢٣١ ح ٦٣٠١.
(٣) مسند أحمد : ٢ / ١٤٠.