زيد بن أسلم عن عبد الرحمن [السلماني] قال : اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال أحدهم : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله عزوجل يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم» [٢٥٨].
قال الثاني : وأنا سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله عزوجل يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم» [٢٥٩].
قال الثالث : وأنا سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله عزوجل يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة» [٢٦٠].
فقال الرابع : وأنا سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله عزوجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه» (١) [٢٦١].
خالد بن [سعدان] عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه» ثم قال : «إن السنة لكثير ، من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه» ثم قال : «إن الشهر لكثير ، من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه» ثم قال : «إن الجمعة لكثير ، من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه» ثم قال : «إن الساعة لكثير ، من تاب قبل موته قبل أن يغرغر بها تاب الله عليه» (٢) [٢٦٢].
المسيب بن شريك عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لما هبط إبليس قال وعزتك وعظمتك لا أفارق ابن آدم حتى يفارق روحه جسده فقال الله عزوجل : وعزتي وعظمتي لا أحجب التوبة عن عبدي حتى يغرغر» (٣) [٢٦٣].
وعن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الشيطان قال وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، قال الربّ تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر لهم ما استغفروا لي» (٤) [٢٦٤].
قال الثعلبي : وسمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت محمد بن عبد الجبار يقول : يقال للتائب المخلص في توبته ولو بمقدار ساعة من النهار أو بمقدار نفس واحد قبل موته : ما أسرع ما جئت.
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) يعني المعاصي (حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ)
__________________
(١) مسند أحمد : ٣ / ٤٢٥ ، تفسير ابن كثير : ١ / ٤٧٤.
(٢) كنز العمال : ٤ / ٢٢٣ ، ح ١٠٢٦٥.
(٣) تفسير القرطبي : ٥ / ٩٣ ، باختلاف يسير.
(٤) العهود المحمدية ، الشعراني : ٢٧٤.