حماد بن زيد عن عاصم الأسدي : ذكر بأن مسروقا بن الأجدع أتى صفين فوقف بين الصفين ثم قال : يا أيها الناس أنصتوا ، ثم قال : أرأيتم لو أنّ مناديا ناداكم من السماء فسمعتم كلامه ورأيتموه فقال : إن الله ينهاكم عمّا أنتم فيه ، أكنتم مطيعيه؟ قالوا : نعم. قال : فو الله لنزل بذلك جبرئيل على محمد فما زال يأتي من هذا ثم تلا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ) الآية ثم انساب في الناس فذهب (١).
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) الذي ذكرت من المحرمات (عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ) ندخله في الآخرة نارا (وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) هيّنا (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) الآية.
اختلفوا في الكبائر التي جعل الله اجتنابها تكفيرا للصغائر.
فروى عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود قال : قلت : يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال : «أن تجعل لله ندّا وهو خلقك» قال : قلت : ثم ماذا؟ قال : «أن تزني بحليلة جارك (٢)» [٢٩٥] هذا الحديث من قول الله : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) (٣) الآية.
صالح بن حيان عن أبي بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين ومنع فضول الماء بعد الري» (٤).
الشعبي عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «الكبائر الإشراك بالله ، واليمين الغموس ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس (الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) ، وقول الزور. أو قال. شهادة الزور» (٥) [٢٩٦].
سفيان عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن عمرو قال : من الكبائر أن يشتم الرجل والديه. قالوا : وكيف يشتم الرجل والديه؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمّه فيسب أمّه.
أبو الطفيل عن ابن مسعود قال : الكبائر أربع : الإشراك بالله ، والأياس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله.
عكرمة عن عمار قال : حدثنا طيسلة بن علي النهدي قال : سألت ابن عمر عن الكبائر ، فقال : هي تسع قلت ما هن؟ قال : الإشراك بالله تعالى ، وقتل المؤمن متعمدا ، وعقوق الوالدين
__________________
(١) بطوله في الطبقات الكبرى : ٦ / ٧٨.
(٢) صحيح البخاري : ٧ / ٧٥ ، ومسند أحمد : ١ / ٣٨٠.
(٣) سورة الفرقان : ٦٨.
(٤) تفسير ابن كثير : ١ / ٤٩٧.
(٥) سنن الترمذي : ٤ / ٣٠٣ ، ح ٥٠٠٩.